نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 251
غريزته ذلك . ففيه عبرة لمن كان إنسانا مستقيما على طريق الفطرة [242] وقال تعالى : ( فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ) [243] جعلهم سلفا للآخرين لتقدمهم عليهم في دخول النار ، وجعلهم مثلا لهم لكونهم مما يعتبر به الآخرون لو اعتبروا واتعظوا ، ففرعون مجموعة من الجرائم ساعده قومه على ارتكابها ، تحت شعار الحفاظ على سنة الآباء ، التي لا يستفيد منها سوى فرعون وطابور كهنته الذين يطبخون له الفتوى التي يريد ! لقد أجرى فرعون الدماء على جذوع النخل وفي البيوت وفي القصور وجحد بآيات الله وكل ذلك من أجل حماية شذوذه وامتلك فرعون الكثير ، ولكن هيهات هيهات . لقد انهالت على السهل أعاصير الشتاء فدمرت ما كانوا يعرشون ، وقلب البحر الهائج سطحه ، وهبط فرعون وقومه إلى الجحيم ليصبحوا عبرة لأصحاب المداخل المسدودة الذين يدونون أوراق الفقه الواحد ، الذي يعبر عن وجهة نظر فرعونية . . قادرة على امتصاص جميع الأهواء وصهرها في قالب ذهبي واحد !