responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 237


هم منها يضحكون * وما نريهم من آية إلا وهي أكبر من أختها * وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون * وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون * فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ) [181] والعذاب عندما ضرب ، ضرب الجميع في المنازل والقصور . وفي الشوارع وفي الحقول ، ولكن القوم في كل مكان لم يكن لديهم أي استعداد فطري للخروج على ما يراه فرعون لهم ، كانوا يتعذبون بالجوع والطوفان والجراد والقمل وغير ذلك ، وعيونهم على فرعون ليضعوا في عقولهم ما سينطق به ، لقد تعذبوا من أجل فرعون ، وساروا في طريق العذاب كي ينعموا بما وعدهم الفراعنة وكهان الفراعنة بالخلود الدائم بعد الموت . ذلك الخلود الذي لا يكتمل إلا بطاعة فرعون .
وبعد أن كشف الله العذاب عنهم ، ذلك العذاب الذي كان دعوة للتوبة ، بدأ فرعون في ممارسة سياسة التشكيك في الآيات التي ضربتهم كما بدأ في ممارسة سياسة التحقير من موسى عليه السلام ، ويخبر الله تعالى عن رد فرعون بعد أن جاءه موسى عليه السلام بآيات الله التسع بأنه قال : ( إني لأظنك يا موسى مسحورا * قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ) [182] قال المفسرون : ذكر ههنا التسع آيات التي شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر ، فكانت حجة عليهم فخالفوها وعاندوها كفرا وجحودا [183] وفرعون بعد هذه الآيات ازداد عنادا وكفرا واتهم موسى عليه السلام بأنه مسحور أي اختل عقله ، فقال له موسى : لقد علمت يا فرعون ما أنزل هؤلاء الآيات البينات إلا رب السماوات والأرض ، أنزلها بصائر تبصر بها لتمييز الحق من الباطل . وإني لأظنك يا فرعون هالكا بالآخرة لعنادك وجحودك ، وإنما أخذ موسى الظن دون اليقين لأن الحكم لله [184] .
إنها سياسة التشكيك في الآيات سياسة تصف موسى مرة بأنه ساحر ، ومرة بأنه مسحور ، ومرة بأنه مجنون ومع سياسة التشكيك هذه سارت سياسة التحقير



[181] سورة الزخرف ، الآيات : 47 - 50 .
[182] سورة الإسراء ، الآيتان : ( 101 - 102 .
[183] ابن كثير : 67 / 3 .
[184] الميزان : 219 / 13 .

237

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست