نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 235
أحد ، وأما الذي أدعوكم إليه ، وهو الله سبحانه ، فإن له دعوة في الدنيا ، وهي التي تصداها أنبياؤه ورسله المبعوثون من عنده ، المؤيدون بالحجج والبينات ، وفي الآخرة وهي التي يتبعها رجوع الخلق إليه لفصل القضاء بينهم . . ومن المعلوم أن الربوبية لا تتم بدون دعوة في الدنيا ونظيرتها الدعوة في الآخرة ، وإذا كان الذي يدعوهم إليه ذا دعوة في الدنيا والآخرة ، دون ما يدعونه إليه ، فهو الإله دون ما يدعون إليه . وقوله : ( وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ) معطوف على قوله : ( أنما تدعونني ) أي لا جرم أن مردنا إلى الله ، فيجب الإسلام له واتباع سبيله ورعاية حدود العبودية ، ولا جرم أن المسرفين وهم المتعدون طور العبودية - وهم أنتم - أصحاب النار ، فالذي أدعوكم إليه فيه النجاة دون ما تدعونني إليه . ( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) صدر الآية موعظة وتخويف لهم ، وهو تفريع على قوله : ( وأن مردنا إلى الله ) أي إذا كان لا بد من الرجوع إلى الله ، وحلول العذاب بالمسرفين ، وأنتم منهم ولم تسمعوا اليوم ما أقول لكم ، فستذكرون ما أقول لكم حين عاينتم العذاب ، وتعلمون عند ذاك أني كنت ناصحا لكم [176] . ( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ، . * 7 - أيام من العذاب : لم يستمع القوم إلى ما قاله المؤمن لهم ، ورموه بالتهم الباطلة حتى تضيع كلماته ويجلب فرعون لنفسه المنفعة ، لقد صبوا عليه الاتهامات لأنه ألقى بحججه على حياة الباطل وسمعته ، وعرى أفعالهم المرعبة النكراء التي رسمتها الشياطين المخيفة في مجالسهم ومعايدهم . صبوا عليه الاتهامات بعد أن أخبرهم أنه عند ساعة الموت سيكتشفون الحقيقة ، والحقيقة لن تكون أبدا فيما نقلوه لهم عن أوزير ورع وآمون ، فهذا الطابور هراء وهباء ضائع في خلاء وليس له دعوة . ولا يحمل إلا بصمات الشياطين ، وإذا كانوا يظنون أن الموت يضع حدا لشقائهم بعد أن أضاعوا حياتهم في حمل الأحجار ونقشها خدمة للفرعون ، فإن الحقيقة أنه