responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 233


الأرضية . وهذا لا يستقيم على شئ من مذاهب الوثنية ، ولعل فرعون قال ذلك تمويها على الناس أو جهلا منه ، وما هو من الظالمين ببعيد ، ولقد زين الشيطان له قبيح عمله فرآه حسنا ، وصده عن سبيل الرشاد ، فرأى انصداده عنها ركوبا عليها ، فجادل في آيات الله بالباطل ، وأتى بمثل هذه الأعمال القبيحة والمكائد السفهية لإدحاض الحق ولذلك ختمت الآية ( وما كيد فرعون إلا في تباب ) أي هلاك وانقطاع [170] .
وبعد صدور الأوامر ببناء الصرح من الذي يقول لقومه : ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) هرول الجميع من أجل تنفيذ التعليمات الفرعونية ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين * واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) [171] إنها ثقافة عقيدة الشمس . فالقوم يعتقدون أن الآلهة في الفضاء أجسام تحل أرواحها على الأرض في أصنام من حجارة وأصنام من بشر ، لقد كان فرعون الذي يهدي قومه سبيل الرشاد يرى أن الله تعالى جسم ساكن في بعض طبقات الجو أو في الأفلاك ! فكان يرجو إذا نظر من الصرح أن يطلع إليه ، وهو يعلم أنه لن يستطيع أن يقدم لقومه دليلا واحدا على أنه الآلهة ( آمون ) و ( رع ) وغيرهما لهم وجود في الفضاء أو في الأرض ، لأن أوثانه لا توجد إلا داخل الأساطير الخرافية التي زينها الشيطان ثم احتوتها مدارس الفراعنة ! إن الأمر ببناء الصرح كان له أهداف سياسية يريد بها التعمية على الناس وإضلالهم ، إنها سياسة ما أريكم إلا ما أرى . التي تصب في إناء ابن آمون ، ولأنها سياسة خالية من الرشد والرشاد ، خاطب المؤمن قوم فرعون كما يقول تعالى : ( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد * يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ) [172] .
قال المفسرون : دعاهم إلى اتباعه ليهديهم ، واتباعه اتباع لموسى . وفي



[170] الميزان : 332 / 17 .
[171] سورة القصص ، الآيتان : 38 - 39 .
[172] سورة غافر ، الآيتان : 38 - 39 .

233

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست