responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 222


من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ) [136] وفي الوقت الذي كان فرعون يهدد فيه بالعقاب ، جاءه الرد من السحرة : ( قالوا إنا إلى ربنا منقلبون * وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) [137] .
قال المفسرون : لقد آمنوا بالبعث ، وذلك في قوله : ( قالوا إنا إلى ربنا منقلبون ) . وقد قابلوه بما يبطل كيده ، وتنقطع به حجته ، وهو أنك تهددنا بالعذاب قبال ما تنقم منا من الإيمان بربنا ظنا منك أن ذلك شر لنا ، إن ذلك ليس بشر لأننا نرجع إلى ربنا ، وإن ما تظنه أنت جرما هو لنا خير . لقد حطموا له قاعدته : ( ما أريكم إلا ما أرى ) . أخبروه أنهم قد تحققوا أنهم إلى الله راجعون . وأن عذاب الله أشد من عذابه . وأنهم يصبرون اليوم على عذاب فرعون طمعا في أن ينجيهم الله من عذابه الأليم يوم القيامة ، ولهذا قالوا : ( ربنا أفرغ علينا صبرا ) أي عمنا بالصبر على دينك والثبات عليه ( وتوفنا مسلمين ) أي متابعين لموسى وهارون ، وقالوا لفرعون : ( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ) وهكذا كانوا في أول النهار سحرة يقولون قد أفلح اليوم من استعلى . ويلقون حبالهم قائلين بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون . وبعد أن شاهدوا آية ربهم لما جاءتهم آمنوا ، ثم وقفوا بإيمانهم أمام الجبروت الفرعوني ، واستغاثوا بربهم أن يفرغ عليهم الصبر ، لقد شبهوا أنفسهم بالآنية والصبر بالماء ، وإعطاءه بإفراغ الإناء بالماء ، وهو صبه فيه حتى يغمره ، وإنما سألوا ذلك ليفيض الله عليهم من الصبر ، ما لا يجزعون به عند نزول أي عذاب وألم ينزل بهم .
لقد طلبوا الصبر عليهم ، لأن الفرعون قاس ، وفي آخر النهار كان السحرة على جذوع النخل . تجري الدماء من أطرافهم ، لكنها كانت دماء كماء الصبر ، وهكذا بدأوا النهار سحرة وختموه شهداء بررة . أما فرعون فانطلق إلى قصره كالثور الهائج يهدد ويتوعد ( وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا



[136] سورة طه ، الآية : 71 .
[137] سورة الأعراف ، الآيتان : 125 - 126 .

222

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست