responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 220


( سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) [129] واسترهبوهم أي أخافوهم . وبما أن خوف الناس ليس كخوف موسى . لأن موسى واثق من نصر الله . وهو ما خاف إلا على الناس ، لأنه كان يطمع أن يؤمنوا ، فإذا تفرقوا قبل أن يلقي بعصاه خسروا .
فكذلك هناك فرق بين موسى والناس في عملية سحروا أعين الناس ، هناك فرق بين ( يخيل إليه ) وهذا خاص بموسى . وبين ( سحروا أعين الناس ) وهذا خاص بالناس يوم الزينة خارج منهم موسى . والناس عندما اجتمعوا يوم الزينة كان عندهم الاستعداد التام للإيمان بالسحرة . قالوا : ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ) ( 30 ( ) وهذا الاستعداد له دخل كبير في عملية تلقي الحدث . أما موسى عليه السلام فكان له موقف آخر عندما ألقوا حبالهم وعصيهم ( فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) [131] قال المفسرون : والحقيقة التي بينها لهم أن الذي جاؤوا به سحر ، والسحر شأنه إظهار ما ليس بحق واقع في صورة الحق الواقع لحواس الناس وأنظارهم ، وإذا كان باطلا في نفسه ! فإن الله سيبطله ، لأن السنة الإلهية جارية على إقرار الحق وإحقاقه في التكوين ، وإزهاق الباطل وإبطاله ، فالدولة للحق وإن كان للباطل جولة أحيانا ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) وقد جرت السنة الإلهية أن يصلح ما هو صالح ويفسد ما هو فاسد وهذه الحقيقة تستلزم أن السحر وكل باطل غيره لا يدوم في الوجود ، إن موسى عند إلقاء السحرة حبالهم ، كان على يقين من أن الباطل إلى زوال لكنه كان يريد للناس أن يكونوا تحت مظلة الحق لا تحت مظلة الباطل ، وخيفة موسى لم تكن كخوف الناس ، وتخيل موسى ، لم يكن كسحر عيون الناس ، ولعل في هذا كفاية لمن قالوا إن الذي جرى على الناس جرى على موسى عليه السلام .
* 6 - المجازر والخوف والاستكبار :
عندما ألقى السحرة بحبالهم وعصيهم ، وسحروا أعين الناس . صار



[129] سورة الأعراف ، الآية : 116 . ( 130 ) سورة الشعراء ، الآية : 40 .
[131] سورة يونس ، الآية : 81 .

220

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست