نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 211
في زمرة الذين في سجني . على ما تعلم من سوء حالهم وشدة عذابهم . ونسف عقيدة القوم وردت أيضا في سورة طه . فلقد سأل فرعون عن القرون الأولى . حيث آباؤه الأولين فكان جواب موسى عليه السلام ناسفا لجملة عقائدهم ( قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى * قال فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى * الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) [90] . لقد كان فرعون يعيش في وهم أن دماء الآلهة تجري في عروقه ، وبما أنه ابن للإله ! فهو يباشر جميع سلطات هذا الإله ! بمعنى أنه الصورة الظاهرة للإله الخفي الذي يعبده حزبه ! ومن المعروف أن إله الفرعون الحاكم تكون له الهيمنة على جميع آلهة مصر ، وعلى هذا فهو عندما يقول : ( أنا ربكم الأعلى ) يسري حكمه على أتباع مذهبه ، وعلى أتباع بقية المذاهب لانعقاد الهيمنة لممثل الإله الذي يحكم ، وتحت رداء الحاكم كان يوجد أرباب أخرى متعددة في الأقاليم ، فهذا رب للفيضان وهذا رب للحكمة وآخر للخضرة والنماء ، وكل هذه الأرباب يقرها فرعون لأن ما يقدم إليها من قرابين ونذور يعود عليه بالنفع قبل غيره . وعندما أخبره موسى وهارون بأنهما رسولا رب العالمين . قال : ( فمن ربكما ) ظنا منه أنهما يعبدان ربا من أرباب القوم أو ربا من أرباب الممالك المجاورة . فإذا كانا يعبدان ربا من أرباب مصر ، فلفرعون الهيمنة على جميع الأرباب فيها . والشعب يعلم بأن طريقته هي الطريقة المثلى ولن يترك لموسى أدنى فرصة لأن يذره وآلهته . وإذا كانا يعبدان ربا من أرباب الممالك المجاورة كان القتل أو السجن أو الطرد من نصيبهما ، ولكن إجابة موسى عليه السلام جاءت على غير ما يتوقع فرعون ( قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) لقد سأل : من ربكما ؟ فكان من الحري أن يجاب بأن ربنا هو رب العالمين ، ليشملهما وإياه وغيرهم جميعا ، ولكن الإجابة جاءت بما هو أبلغ من ذاك فقيل : ( ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) أي بأنه رب كل شئ ، لا رب غيره ، فإن خلقه الأشياء