نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 206
الشذوذ والانحراف . ومجموعة عمل الفرعون تتمثل في هامان الكاهن الأكبر وجنوده من الكهان الذين ينتشرون في معابد آمون والمعابد الأخرى الخاضعة لمذهب الدولة ، وهامان كان عبدا مملوكا لفرعون ونظرا لإخلاصه إلى فرعون وشدة ملازمته له أصبح مستشاره ونديمه وشريكه في جميع أموره [73] . لذا وضعه على رأس المعابد لأن المعابد كانت المصدر الوحيد للدوخة الدينية التي يعيشها الشعب ، ومهمة الدوخة الدينية كانت ربط الناس بفرعون . وكانت المعابد تملك أخصب الأراضي ولها تجارتها وصناعتها وجنودها . باختصار كانت دولة داخل الدولة وعليها يعتمد فرعون [74] أما الشخصية الثانية في مجموعة العمل الفرعونية فهو قارون ، وقارون هو الشخص الذي يقف وراء السلطة بالمال . وهو أيضا أهم عيون فرعون على بني إسرائيل ، فقارون كان على علم بالكيمياء التي تتعلق بإنتاج الذهب وعلى علم بالتجارة وسائر المكاسب ، وبما أنه من بني إسرائيل ، جعله فرعون أميرا على بني إسرائيل ( 7 ) فالشخصية الكانزة هي نفسها الشخصية المتسلطة . وهذا وذاك يصب في آمال فرعون ويتجه نحو أهدافه . لهذا توجه موسى عليه السلام برسالته إلى مجموعة العمل التي تعمل من أجل التوثين والصد عن سبيل الله . فالرسالة تخاطب فرعون كممثل للجميع لأنه إذا آمن بموسى وما يدعو إليه . آمن الناس كلهم لأنهم جميعا تبع له ، ولقد كان موسى عليه السلام شديد الرغبة في إيمان فرعون ليس من أجل فرعون ، ولكن لأن إيمانه يعني أنه لن يبقى أحد في مصر إلا آمن بالله العلي العظيم . فالأمم من قبل كانت تجادل رسلها . أما في هذه الحالة ، فلا قول إلا قول فرعون . لهذا توجهت الرسالة في مقدمتها الأولى إلى فرعون . ثم إلى باقي أفراد مجموعة العمل كي يقيم الله تعالى عليهم الحجة ليوم يأتي فيه الناس فرادى يقول تعالى : ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ) ( 76 ) ويقول تعالى : ( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات
[73] كتاب الأنباء : 286 . [74] تاريخ الجوع والخوف / للمؤلف / تحت الطبع . ( 75 ) كتاب الأنباء : 347 . ( 76 ) سورة غافر ، الآيتان : 23 - 24 .
206
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 206