نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 202
مدين يؤم مصر ومعه أغنامه وامرأته . . انطلق سائرا في برية الشام ، عادلا عن المدن والعمران مخافة الملوك الذين كانوا في الشام ، فسار غير عارف بالطريق . حتى انتهى إلى جانب الطور الغربي الأيمن ، في عشية شتائية شديدة البرد وقد أظلم عليه الليل وأخذت السماء ترعد وتبرق وتمطر ، وبينما موسى يتأمل ما قرب وما بعد ، إذ آنس من جانب الطور نارا ، فحسبه نارا ، فقال لأهله : امكثوا إني آنست نارا . ( وهل أتاك حديث موسى * إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ) [60] قال المفسرون : رأى نارا ، فرأى أن يذهب إليها . فإن وجد عندها أحدا سأله الطريق وإلا أخذ قبسا من النار ليضرموا به نارا فيصطلوا بها . وفي قوله : ( قال لأهله امكثوا ) إشعار بل دلالة على أنه كان مع أهله غيره . كما أن في قوله : ( إني آنست نارا ) دلالة على أنه إنما رآها وحده وما كان يراها غيره من أهله . ويؤيد ذلك قوله أيضا أولا : ( إذ رأى نارا ) . ( فلما آتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) [61] . قال المفسرون : ولما سمع موسى عليه السلام قوله تعالى : ( يا موسى * إني أنا ربك ) فهم من ذلك فهم يقين أن الذي يكلمه هو ربه . وفي قوله : ( نودي ) حيث طوى ذكر الفاعل ولم يقل : ناديناه أو ناداه الله : من اللطف ما لا يقدر بقدر . وفيه تلويح أن ظهور هذه الآية لموسى كان على سبيل المفاجأة . وقوله تعالى : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) [62] هذا هو الوحي الذي أمر عليه السلام بالاستماع له في إحدى عشر آية . تشتمل على النبوة والرسالة معا ، أما النبوة ففي هذه الآية والآيتين بعدها ، وأما الرسالة فتأخذ من
[60] سورة طه ، الآيتان : 9 - 10 . [61] سورة طه ، الآيات : 11 - 16 . [62] سورة الشورى ، الآية : 51 .
202
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 202