responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 194


فرقهم فرعون شيعا وفرقا مختلفة . لم يجتمعوا على شئ إلا على فرعون ، لأنه ابن الإله الذي سينعمون معه في عالم الخلود تحت الأرض بعد أن تنتهي حياتهم ، فهم حسب عقيدتهم ما كانوا يؤمنون بالبعث والحساب وما يترتب عليه من ثواب وعقاب بجنة أو نار . لهذا قال فيهم يوسف عليه السلام : ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون ) [32] فالقوم كانت لهم تصوراتهم الخاصة . وعندما بعث الله تعالى موسى عليه السلام إليهم أثبت للقوم كفرهم بالساعة وما يترتب عليها فقال تعالى : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) [33] فأخبر سبحانه أن الساعة آتية والجزاء واقع . وأمر سبحانه موسى عليه السلام أن لا يصرفه عن الإيمان بها وذكرها الذين اتبعوا أهواءهم . فصاروا يكفرون بها ويعرضون عن عبادة ربهم .
وهؤلاء هم الذين أرسل إليهم موسى عليه السلام .
لقد كان القوم يؤمنون بأنهم بعد الموت سيعيشون في عالم الخلود في رحاب ( أوزير ) الذي يحكم تحت الأرض . وعيشتهم الراخية هذه تتوقف على مدى طاعتهم للفرعون ابن الإله . ففرعون هو باب المعيشة الهنيئة بعد الموت .
وأوزير ورع وآمون وطابورهما الطويل عندهم المستقر ، لهذا كانت القبور علامة مميزة لما يرتع داخل نفوسهم . فالقبر حياة في عقيدتهم وثقافتهم . . فرعون على بابه كابن للإله ، وبداخله يبدأ عالم الأموات فينال كل منهم نصيبه وفقا لما أداه من خدمة للابن القابع على رقبة الأحياء [34] . لهذا كله كان لا معنى للعقيدة المصرية القديمة بدون فرعون على رأسها ، فعدم وجود فرعون يعني ضياع العقيدة . لهذا حرص المصريون القدماء على وجود فرعون حتى في ظل الغزاة الأجانب عن مصر .
( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) [35] فما



[32] سورة يوسف ، الآية : 37 .
[33] سورة طه ، الآيات : 14 - 16 .
[34] تاريخ الجوع والخوف / للمؤلف . تحتب الطبع .
[35] سورة غافر ، الآية : 29 .

194

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست