نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 191
وتوفاه الله ، اتجه القوم نحو رفض بشرية الرسول ، وظهرت ثقافة دونها الكهنة عامودها الفقري . أن الآلهة حكموا الأرض من قديم الزمان ، الآلهة لم يكن يراهم أحد ، إلا أن أرواحهم وقوتهم تحيط بالأرض ، ووفقا لهذا التصور أقاموا التماثيل لهؤلاء الآلهة الذين في تخيلاتهم ، وتقربوا إليها وأقاموا لها المعابد ، وبعد مدة من الزمان ادعى الفراعنة أمام قومهم بأنهم أبناء لهؤلاء الآلهة ، وأنهم يجلسون فوق عروشهم بأمر منهم ، وكان الفرعون خفرع هو أول من ادعى بنوته للإله " رع " [20] ! وعلى سنته سار جميع الفراعنة وبمقتضى هذه البنوة كان للفراعنة الحق في امتلاك حل شئ على أرض مصر ، لقد رفضوا النبوة في بداية الطريق ، لأن النبي بشر ولا ينبغي أن يكون كذلك ! وفي نهاية الطريق أصبح الذين رفضوا النبي بالأمس ، أبناء آلهة ! لتكون هذه البنوة فيما بعد مقدمة للجلوس في دائرة الآلهة . إن ثقافة رفض النبي البشر ، قام الشيطان بتغذيتها حتى هضمتها الشعوب ، وفي النهاية جاء بمن يجلس على الرقاب ، ويقول بأن دماء الآلهة تجري في عروقه . وعلى هذا فهو نصف إنسان ونصف إله ! وعلى الجميع السمع له والطاعة ! والفرعون خفرع لم يدع بنوته للإله رع بدون مقدمات ، فمن قديم وأسطورة ( أوزير ) الذي أطلق عليه الإغريق فيما بعد ( أوزوريس ) تنخر في عقول المصريين ، وكانت هذه الأسطورة هي الأساس الشرعي الذي استند عليه الفرعون خفرع في بنوته للإله ، وخلاصة هذه الأسطورة أن أوزير كان إلها يحكم على الأرض ، ولكن غريمه إله الشر ( ست ) قتله واستولى على ملكه ، فقامت ( أوزوريس ) معشوقة أوزير بإعادة الإله المقتول إلى الحياة ، وعندما عاد ضاجعها فحملت منه بالإله ( حور ) الذي أطلق عليه الإغريق اسم ( حورس ) وبدأ حور يقاتل ست من أجل استرداد حقوق أبيه . وفي نهاية المطاف استردها . وتنازل له الإله ( أوزير ) عن الحكم فوق الأرض ، وذهب ليحكم تحت الأرض في عالم الأموات فهذه المقدمة شيدت في ذهن القوم إمكانية إنجاب الولد من الإله ، ولقد بدأت ثقافة ( أوزير ) تنخر في العقول منذ بداية العصور التاريخية التي بدأت من القرن 32 قبل الميلاد حتى جاء الفرعون ( خفرع ) في عصر الدولة القديمة الذي