responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 171


( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) قال صاحب الميزان : لما حاجهم شعيب عليه السلام ، وأعياهم بحجته لم يجدوا سبيلا دون أن يقطعوا عليه كلامه من غير طريق الحجة فذكروا له أولا : أن كثيرا مما يقوله غير مفهوم لهم ، فيذهب كلامه لغي لا أثر له ، وهذا كناية عن أنه يتكلم بما لا فائدة فيه . ثم عقبوه بقولهم : ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) أي لا نفهم ما تقول ، ولست قويا فينا حتى تضطرنا قوتك على الاجتهاد في فهم كلامك والاهتمام بأخذه ، والسمع والقبول له ، فإنا لا نراك فينا إلا ضعيفا لا يعبأ بأمره ولا يلتفت إلى قوله ، ثم هددوه بقولهم : ( ولولا رهطك لرجمناك ) أي ولولا هذا النفر القليل ، الذين هم عشيرتك لرجمناك ، لكنا نراعي جانبهم فيك ، وفي تقليل العشيرة إيماء إلى أنهم لو أرادوا قتله يوما قتلوه من غير أن يبالوا بعشيرته ، وإنما كفهم عن قتله نوع احترام وتكريم منهم لعشيرته . ثم عقبوه بقولهم : ( وما أنت علينا بعزيز ) تأكيدا لقولهم : ( لولا رهطك لرجمناك ) أي لست بقوي منيع جانبا علينا ، حتى يمنعنا ذلك من قتلك بشر القتل ، فإنما يمنعنا رعاية جانب رهطك ، فمحصل قولهم إهانة شعيب ، وأنهم لا يعبأون به ولا بما قال ، وإنما يراعون في ترك التعرض له جانب رهطه [22] .
لقد قال لهم إنه على بينة من ربه ، وإنه يريد إصلاحهم كي ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة ، ثم ذكرهم بالأمم السابقة الذين كذبوا رسل الله وما حل بهم من عذاب ، ثم دعاهم إلى الاستغفار والتوبة ، فكان الرد عليه بلادة في الفهم وحجر في اليد ، رفعوا الحجر أمام الكلمة ، ولماذا لا يرفعون الحجر ؟ إن الساحة من حولهم تعج باللصوص ، والأشرار يحومون في كل مكان ، والجميع على استعداد لحمل الحجارة ويلقون بها على كل من حاول أن يهدي إلى الحق ، لأن الحق الذي يعرفونه هو الذي مسمره الشيطان على جسر الانحراف الذي عبروا عليه إلى عالم الصم البكم العمي الذين لا يفقهون ، وعندما واجهوا شعيبا عليه السلام هذه المواجهة ، رد عليه السلام : ( قال يا قوم رهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط * ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا



[22] الميزان : 375 / 10 .

171

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست