responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 105


صاحب الميزان : وقوله تعالى : ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) يدل على معنى العبادة المستمرة وذلك لاتصال عبادة الأبناء بعبادة الآباء .
عندما قالوا لصالح عليه السلام : لقد كان لنا رجاء فيك ، وكنت مرجوا فينا لعلمك ولعقلك ولصدقك ولحسن تدبيرك . عندما قالوا هذا كانوا يلوحون بالمنصب في حقيقة الأمر . وعندما لوحوا بالمنصب عرضوا مطالبهم عندما قالوا :
فكل شئ يا صالح إلا هذا ، وما كنا نتوقع أن تقولها . فيا لخيبة الرجاء فيك [44] وأمام الترغيب بالمنصب لوحوا بقبضتهم الحديدية في حالة رفض مطالبهم عندما أخبروه أنهم في شك مما يدعوهم إليه شك يجعلهم يرتابون فيه وفيما يقول :
( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ) . وهكذا عرضت ثمود مطالبها . لقد أرادت الأصنام رمز وحدتها القومية ، فوضعت ما أرادت على سهم حديدي ، مقدمته رجاء إن أصاب هدفه تمت لهم السيطرة على الدعوة ، وإلا فثقافة التشكيك في مؤخرة السهم الحديدي من شأنها أن تقضي على الدعوة وتعود بالقطيع إلى غابات الآباء .
أمام ثمود وقف صالح عليه السلام يرى معالم الضياع على وجوه القوم ، هو يدعوهم إلى الطهارة وهم يعملون من أجل إقامة سنن دولتهم ، وهو قد حذرهم من قبل أن لا يمسوا الناقة بسوء ، وبايعوه على ذلك وها هو يرى علامات النكث ترى بين طيات فقه التشكيك الذي لوحوا به ، فقال لهم ردا على ما أثاروه : ( يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة منه فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ) [45] . والمعنى : أخبروني . إن كنت مؤيدا بآية معجزة تنبئ عن صحة دعوتي . وأعطاني الله الرسالة وأمرني تبليغ رسالته . فمن ينجيني من الله ويدفع عني إن أطعتكم فيما تسألون ووافقتكم فيما تريدونه مني ، وما يريدوه مني هو ترك الدعوة [46] . إن حرصكم من أجل أن أترك الدعوة وأرجع إليكم لا يزيدني إلا خسارة . إن اللحوق بكم فيه غضب لله وحرماني شرف الرسالة وخزي في الدنيا وعذاب في الآخرة وهذا كله خسارة بعد خسارة .



[44] في ظلال القرآن : 1907 / 2 .
[45] سورة هود ، الآية : 63 .
[46] الميزان : 313 / 10 .

105

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست