نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 410
التخصيص لأتباع أمير المؤمنين [1] ( علي بن أبي طالب ) . وعلى أية حال ، فيتضح لنا من الروايات التاريخية أن الشيعة أصبحت - بعد خروج التوابين - حزبا " سياسيا " واضح المفهوم ، فكان يقال الشيعة وشيخ الشيعة فيعرف مدلولها [2] . وهكذا لم يكن أثر مقتل الإمام الحسين يقف عند انشقاق فريق من المسلمين باسم الشيعة ، أو يشكل مجرد عقائد الشيعة حتى تميزت بها عن سائر فرق المسلمين ، وإنما كانت دماؤه بحق هي التي ظلت طوال القرون ، تروي عقائد الشيعة ، فصمدت هذه الفرق ، على العالم الرغم مما أصابها من اضطهاد فكري وسياسي ، وعلى الرغم ما جد على العالم من أحداث وتطورات ، ولم يكن الأمر وقفا " على تلك العاطفة الحزينة التي صبغت عقيدة الشيعة ، أو على تلك المرثيات التي يرددونها دائما " ، والتي تزدخر بها كتبهم ، لتظل النفوس عالقة بتلك العقائد ، منفعلة بتلك الكوارث ، تتخذ من مصرع مولانا الإمام الحسين مثلا " أعلى في الصبر على البلاء والاستشهاد ، وإنما أمدتهم تلك الدماء الطاهرة بما جعلهم على رأيهم ثابتين ، بالرغم من تحالف قوى الفكر عليهم - من سنة ومعتزلة ومرجئة وخوارج [3] - وبالرغم من الاضطهاد السياسي العنيف الذي حاق بهم في العصرين : الأموي ( 41 - 132 ه / 661 - 750 م ) والعباسي ( 132 - 656 ه / 750 - 1258 م ) [4] . وهكذا جعلت كارثة كربلاء من التشيع مذهبا " وعقيدة ، فلقد روى دم الإمام الحسين ، عليه السلام ، موات الأحداث ليصبح الانشقاق أمرا " مقضيا " ،
[1] الشيخ المفيد : أوائل المقالات في المذاهب و المختارات ص 3 ( تبرير 1371 ه ) . [2] نبيلة عبد المنعم داوود : المرجع السابق ص 78 ، وانظر : تاريخ الطبري 5 / 558 - 559 . [3] أنظر عن هذه الفرق ( البغداد : الفرق بين الفرق - دار المعرفة - بيروت ، ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل - القاهرة 1964 ( 5 أجزاء ) ، الشهرستاني : الملل والنحل - القاهرة 1968 ( 3 أجزاء ) ، الغرابي : تاريخ الفرق الإسلامية - القاهرة 1959 ) . [4] أحمد صبحي : المرجع السابق ص 49 - 50 .
410
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 410