نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 41
وقد احتج لذلك بأنه لا بد للأمة من إمام يقيم الدين ، وينصر السنة ، وينصف المظلومين من الظالمين ، ويستوفي الحقوق ، ويضعها مواضعها ، يقول الماوردي : وهي فرض كفاية ، كالجهاد وطلب العلم ، فإذا قام بها من هو من أهلها سقط فرضها على كافة الناس ، لأن فرضها على الكفاية ، وإن لم يقم بها أحد خرج من الناس فريقان ، أحدهما : أهل الاختيار ، حتى يختاروا للناس إماما " ، والثاني : أهل الإمامة ، حتى ينتصب أحدهم للإمامة ، وليس على من عدا هذين الفريقين من الأمة في تأخير الإمامة جرح ولا مأثم [1] . وقال النووي في روضته فإن لم يكن من يصلح ، إلا واحد ، تعينت عليه ، ولزمه طلبها ، إن لم يبتدوه [2] . ومن هنا تنكشف الضرورة الملحة في نصب الإمام بما ذكر من حكم العقل ، ومن ثم فقد بادر الأصحاب إلى نصب الخليفة ، فقالت الأنصار : منا الخليفة ، واحتج المهاجرون عليهم بالقرابة ، كما بادر قسم آخر من الأنصار ، وقالوا : منا أمير ، ومنكم أمير ، وقال بنو هاشم - ويؤيدهم جمع كبير من المسلمين - : ليس لها إلا أبو حسن ، الإمام علي ، صاحب الوصية ، وكل هذه الأقوال ، إنما تكشف جميعا " عن الباعث العقلي لهم على نصب الخليفة . هذا فضلا " عن اختلافهم كان ممن يختار الخليفة : من بني هاشم ؟ أم من الأنصار ؟ أم من المهاجرين ؟ ولم يناقش أحد منهم ضرورة نصب الإمام ، وذلك لوجود الحاجة الماسة إلى ذلك ، فضلا " عن أنها ضرورة يدرك العقل مدى الحاجة الشديدة إليها . على أن هناك من يرى أن الإمامة - أو الخلافة - ليست واجبة ، وإلا ما
[1] الماوردي : الأحكام السلطانية ص 5 - 6 . [2] القلقشندي : مآثر الإنافة في معالم الخلافة - تحقيق عبد الستار أحمد فراج - الجزء الأول - الكويت 1964 ص 29 - 31 .
41
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 41