نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 408
بقيادة الحصين بن نمير ، ثم بثمانية آلاف ، بقيادة ابن ذي الكلاع ، فأحاطوا بالتوابين من كل جانب ، ورأى سليمان ما يلقى أصحابه من شدة ، فترجل عن فرسه ، وهو يومئذ في الثالثة والتسعين من عمره ، وكسر جفن سيفه ، وصاح بأصحابه : يا عباد الله ، من أراد البكور إلى ربه ، والتوبة من ذنبه ، والوفاء بعهده ، فليأت إلي . واستجاب له الكثيرون ، وحذوا حذوه ، وكسروا جفون سيوفهم ، وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة حتى أصيب أميرهم سليمان بسهم ، فوثب ووقع ، ثم وثب ووقع ، وهو يقول فزت ورب الكعبة ، وحمل الراية بعده المسيب بن نجية فقاتل بها حتى استشهد ، رحمه الله ، وانتهت المعركة إلى جانب أهل الشام ، بعد أن ترك التوابون أمثلة رائعة للبطولة والفداء ، التي استمدت روحها من مواقف الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه ، والتي لها صداها في النفوس ، وأثرها القوي في التاريخ الإنساني كله [1] . وهكذا يرى كثير من المؤرخين أن التشيع - كعقيدة - إنما يبدأ بعد مأساة كربلاء ، يقول ستروثمان في دائرة معارف الإسلام : إن دم الإمام الحسين الذي أراقته سيوف الحكومة القائمة ، إنما يعتبر البذرة الأولى للتشيع كعقيدة [2] ، والأمر كذلك بالنسبة إلى ول ديورانت الذي يرى أن نشأة طائفة الشيعة ، إنما كان على أثر مقتل الحسين وأسرته [3] . ويقول الدكتور الخربوطلي : كانت هناك نتائج دينية هامة تخلفت عن
[1] تاريخ الطبري 5 / 551 - 563 ، 5 / 583 - 609 ، ابن الأثير : الكامل في التاريخ 4 / 175 - 189 ، المسعودي : مروج الذهب 2 / 83 - 86 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 257 ، ابن كثير : البداية والنهاية 8 / 271 - 277 ، أسد الغابة 2 / 18 - 23 ، البلاذري : أنساب الأشراف 5 / 204 - 214 ، علي النشار : المرجع السابق ص 21 ، محمد بيومي مهران : الإمام الحسين بن علي ص 191 - 193 . [2] دائرة معارف الإسلام 3 / 350 . [3] ول ديورانت : قصة الحضارة 4 / 32 .
408
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 408