نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 406
ولعل كل هذه المآسي هي التي دفعت بالبعض إلى القول إلى أنه من بين الأحداث التي رأى الباحثون أنها بداية التشيع إنما هو فاجعة كربلاء ، ذلك أن السيف اللئيم الذي جز رأس مولانا الإمام الحسين - سبط النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيد شباب أهل الجنة - إنما قد جز معه وحدة المسلمين إلى اليوم ، ومن ثم فإن استشهاد سيدنا الإمام الحسين إنما يعتبر نقطة تحول هامة في التاريخ الفكري والعقدي للتشيع ، إذ لم يقتصر أثر تلك الكارثة الأليمة إلى إذكاء نار التشيع في نفوس الشيعة ، وتوحيد صفوفهم - وكانوا من قبل متفرقي الكلمة ، مشتتي الأهواء - بل ترجع أهمية تلك الكارثة إلى أن التشيع كان قبل استشهاد الإمام الحسين ، مجرد رأي سياسي لم يصل إلى قلوب الشيعة ، فلما قتل الإمام الحسين امتزج التشيع بدمائهم وتغلغل في أعماق قلوبهم ، وبالتالي فقد أصبح عقيدة راسخة في نفوسهم . وهكذا بينما كان الشيعة بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يتعدى طائفة قليلة من الناس ، يرون أن الإمام علي - رضي الله عنه ، وكرم وجهه في الجنة - لصفات فيه - أحق الناس بالإمامة وبينما ناصر كثير من المسلمين الإمام علي بن أبي طالب ، حينما آل إليه الأمر بعد مقتل عثمان ، رضي الله عنه لأنه إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين - أو لأسباب أخرى - فإن هذه الدماء التي أريقت في كربلاء - وهي دماء آل بيت النبي ، وعلى رأسهم الإمام الحسين - إنما قد ركزت الانتباه إلى مدى ما لاقاه بيت النبوة ، من اضطهاد وقتل ، ومن ثم فقد أصبح التشيع مقرونا " بأحقية آل البيت في الخلافة .
406
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 406