نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 34
جاعل في الأرض خليفة ) * : إن هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع ، لتجتمع به الكلمة ، وتنفذ به أحكام الخليفة ، ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ، ولا بين الأئمة ، إلا ما روي عن الأصم ، حيث كان عن الشريعة أصم ، وكذلك كل من قال بقوله ، واتبعه على رأيه ومذهبه ، قال : إنها غير واجبة في الدين ، بل يسوغ ذلك وأن الأمة متى أقاموا حجهم وجهادهم ، وتناصفوا فيها بينهم ، وبذلوا الحق من أنفسهم ، وقسموا الغنائم والفئ والصدقات على أهلها ، و أقاموا الحدود على من وجبت عليه ، أجزاهم ذلك ، ولا يجب عليهم أن ينصبوا إماما " يتولى ذلك . ودليلنا على إقامة إمام ، قول الله تعالى : * ( إني جاعل في الأرض خليفة ) * وقوله تعالى : * ( يا داود إنا جعلناك في الأرض خليفة ) * ، وقوله تعالى : * ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) * ، أي يجعل منهم خلفاء ، إلى غير ذلك من الآي [1] . ويقول ابن كثير : وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية ( آية البقرة : 30 ) على وجوب نصب الإمام ( الخليفة ) ، ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه ، ويقطع تنازعهم ، وينتصر لمظلومهم من ظالمهم ، ويقيم الحدود ، ويزجر عن تعاطي الفواحش ، إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي لا يمكن إقامتها ، إلا بالإمام ، وما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب [2] . 2 - وأما السنة : فلقد روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن زيد بن محمد عن نافع قال : جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع - حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية - فقال : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة ، فقال : إني لم آتك لأجلس ، أتيتك لأحدثك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
[1] تفسير القرطبي 1 / 226 . [2] تفسير ابن كثير ( تفسير القرآن العظيم - بيروت 1986 ) 1 / 110 .
34
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 34