نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 325
وعن أبي البختري قال : صحب سلمان ، رضي الله تعالى عنه ، رجل من بني عبس ، قال : فشرب من دجلة شربة ، فقال له سلمان : عد فاشرب ، قال : قد رويت ، قال : أترى شربتك هذه نقصت منها ؟ قال : وما ينقص منها شربة شربتها ، قال : كذلك العلم لا ينقص ، فخذ من العلم ما ينفعك [1] . وعن حفص بن عمر السعدي عن عمه : قال سلمان لحذيفة : يا أخا بني عبس ، إن العلم كثير ، والعمر قصير ، فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك ، ودع ما سواه ، فلا تعانه [2] . هذا وقد توفي سلمان عام 35 ه ، في آخر خلافة عثمان ، وقيل أول سنة 36 ه ، وقيل توفي في خلافة عمر ، والأول أكثر ، وقال العباس بن يزيد : قال أهل العلم : عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة ، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيه ، ويقول ابن الأثير في الكامل في حوادث عام 36 ه : وفيها مات سلمان الفارسي في قول بعضهم ، وقيل وكان قد أدرك بعض أصحاب المسيح عليه السلام ، وقال أبو نعيم : كان سلمان من المعمرين ، يقال إنه أدرك عيسى بن مريم ، وقرأ الكتابين ، والصحيح - فيما أرى - ما ذهب إليه ابن حجر العسقلاني من أنه ما زاد على الثمانين [3] . هذا وكان لسلمان مكانة خاصة عند الصحابة ، وعند الإمام علي بالذات ، وقد أشرنا من قبل إلى قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان منا أهل البيت ، وقد استقرت هذه العبارة من الإمام علي في أذن واعية ، حتى قال عنه : ذلك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، ثم عامله إلى آخر العمر ، كواحد عزيز عليه من أهل البيت ، وظل يوده حتى آخر عمره .
[1] حلية الأولياء 1 / 188 . [2] حلية الأولياء 1 / 189 . [3] ابن الأثير : أسد الغابة 2 / 412 ، الكامل 3 / 287 ، ابن حجر : الإصابة في معرفة الصحابة 2 / 62 .
325
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 325