responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 240


بلغ الدم فليس تقية [1] ، وقوله التقية ديني ودين آبائي [2] ، وهذا قول صحيح ، ما في ذلك من ريب ، وذلك لأن التقية إنما هي دين القرآن ، ومن ثم فهي دين النبي صلى الله عليه وسلم ، جد الإمام الباقر [3] .
هذا وقد رويت عبارات كثيرة عن سيدنا الإمام جعفر الصادق ( 80 ه‌ / 699 م - 148 ه‌ / 765 م ) ، تدعو إلى التقية ، وتحث عليها ، فإنه يروي أنه قال التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له ، وإن المذيع لأمرنا كالجاحد به ، وروى عنه أنه قال لجماعة من أصحابه كان يحدثهم : لا تذيعوا أمرنا ، ولا تحدثوا به أحدا " ، إلا أهله ، فإن المذيع علينا سرنا ، أشد مئونة من عدونا ، انصرفوا رحمكم الله ، ولا تذيعوا سرنا ، وروى عنه أنه قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمانه سرنا جهاد في سبيل الله .
وهكذا - كما يقول العلامة الشيخ محمد أحمد أبو زهرة ( 1898 - 1974 م ) عن الإمام جعفر الصادق في التقية وهي تحتاج إلى تفسير ، فأما معنى ديني ودين آبائي أي مبدؤنا ومبدأ آبائنا ، وقد اتخذناه على أنه دين لكي نمتنع عن الجهد بما نراه في حكام الزمان ، حتى لا تكون فتنة وفساد كبير ، إذ النفوس ليست مهيأة للنصرة ، ولعل هذا إنما يفيد أن التقية التي دعا إليها الإمام الصادق إنما قد دفع إليها أمران .
أحدهما : دفع الأذى ، ومنع المخاطر ، التي يتعرض لها المؤمن من غير قوة دافعة مانعة ، فيكون الأذى حيث لا جدوى ، وبذلك تتلاقى التقية مع الجهاد ، فالجهاد مع أعداء الإسلام ، وحيث يكون واجبا " لنصرة الإسلام ، وحيث يكون الاستعداد قد تم ، والأهبة قد أخذت ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ، عندما صار للإسلام شوكة وقوة .



[1] أصول الكافي ص 206 .
[2] أصول الكافي ص 205 .
[3] كامل الشيبي : المرجع السابق ص 243 .

240

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست