نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 183
أمتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ، فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت ، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان ، حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلمانا " أحداثا " ، قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ، قلنا : أنت أعلم [1] . وبمرور الأيام أصبح تعيين الخليفة في يد خدم البلاط ومماليكه وإمائه وجواريه ، بيدهم الحل والربط ، يعبثون بمصائر الإسلام والمسلمين ، رهنا " بشهواتهم ، والخليفة لعبة مبتذلة في أيديهم ، يختارونه اليوم ويخلعونه غدا " ، ويبايعونه الساعة ، ويسلمونه أو يقتلونه بعد ساعة . هذا ومن حمل كتاب الله ، وعلم نبيه من آل البيت ، خائف يترقب ، أو محبوس يتعذب ، أو شريد غريب عن أهله ودياره ، وأعداء الإسلام يقتطعون أرضه قطعة قطعة ، ويقتلون أهله جماعة جماعة . فاكتمال الدين إذن ، إنما كان في التبليغ ، تبليغ الرسالة كاملة ، فيها تبيان كل شئ يحتاج المسلمون إلى تبيانه وفيها معالم الصراط المستقيم إلى الفوز العظيم ، أعني اكتمال الدين ظل نظريا " ، لم يتشخض في واقع المسلمين . وأما تفصيل السنة النبوية ، لما أجمله القرآن في موضوع الإمامة ، فقد حصل في حادثين عظيمين من حوادث السيرة النبوية الشريفة ، الأول : يوم غدير خم ، والثاني : أيام المرض الذي توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه ، وفي كلا الحادثين كان التشديد باتباع أهل البيت وموالاتهم [2] . ففي حديث الغدير يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله [3] .
[1] صحيح البخاري 9 / 60 [2] الإمام علي بن الحسين والخلافة الإسلامية ص 8 - 10 . [3] أنظر عن روايات مختلفة للحديث الشريف ( ابن حنبل : فضائل الصحابة 2 / 598 - 599 ، السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 169 ، المستدرك للحاكم 2 / 129 ، 3 / 110 ، 116 ، 371 ، 533 ، كنز العمال 1 / 48 ، 6 / 83 ، تهذيب الخصائص للنسائي ص 50 - 54 مسند الإمام أحمد 1 / 84 ، 88 ، 118 ، 2307119 ، 4 / 368 ، 370 ، 372 ، 5 / 347 ، الرياض النضرة 2 / 226 ) ( وسنشير إلى هذا الحديث الشريف بالتفصيل في مكانه من هذه الدراسة ) .
183
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 183