نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 115
واستعمل عمر بن عبد العزيز ( 99 - 101 ه / 717 - 720 م ) رجلا " ، فقيل : كان عاملا " للحجاج فعزله ، فقال الرجل : إنما عملت له على شئ يسير ، فقال له عمر : حسبك بصحبته يوما " ، أو بعض يوم ، شؤما " وشرا " [1] . وروى أن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ( 105 - 125 ه / 724 - 743 م ) قدم حاجا " إلى مكة ، فلما دخلها قال : ائتوني برجل من الصحابة ، فقيل : يا أمير المؤمنين قد تفانوا ، فقال : من التابعين ، فأوتي ب " طاوس اليماني " ، فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ، ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ، ولكن قال : السلام عليك يا هشام ، ولم يكنه ، وجلس بإزائه ، وقال : كيف أنت يا هشام ؟ . فغضب هشام غضبا " شديدا " ، حتى هم بقتله ، فقيل له : أنت في حرم الله وحرم رسوله ، ولا يمكن ذلك ، فقال له : يا طاوس ، ما الذي حملك على ما صنعت ؟ قال : وما الذي صنعت ؟ فازداد غضبا " وغيظا " ، قال : خلعت نعليك بحاشية بساطي ، ولم تقبل يدي ، ولم تسلم علي بإمرة المؤمنين ، ولم تكنني ، وجلست بإزائي بغير إذني ، وقلت : كيف أنت يا هشام . قال : أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك ، فإني أخلعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ، ولا يعاقبني ولا يغضب عليه ، وأما قولك لم تقبل يدي ، فإني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يقول : لا يحل لرجل أن يقبل يد أحد ، إلا امرأة من شهوة ، أو ولده من رحمة ، وأما قولك : لم تسلم علي بإمرة المؤمنين ، فليس كل الناس راضين بإمرتك ، فكرهت أن أكذب ، وأما قولك : لم تكنني ، فإن الله تعالى سمى أنبياءه وأولياءه فقال : يا داود ، يا يحيى ، يا عيسى ، وكنى أعداءه فقال تبت يدا أبي لهب ، وأما قولك ، جلست بإزائي ، فإني سمعت أمير المؤمنين عليا " رضي الله عنه ، يقول
[1] الغزالي : إحياء علوم الدين 5 / 896 - 897 ( القاهرة 1969 ) .
115
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 115