كما تنبأ به عثمان نفسه حين ثار عليه أهل مصر فقال ( والله لئن فارقتهم ليتمنون أن عمري كان طال عليهم مكان كل يوم بسنة مما يرون من الدماء المسفوكة والإحن والأثرة الظاهرة والأحكام المغيرة ) [1] ذلك أن أحوال الدولة وخط سيرها كان واضحا أمامهم جميعا ، ومن ثم استطاعوا أن يروا المصير قبل وقوعه ، لأنه كان أمرا مفهوما ، إذ كيف يتوقع ذو عقل السلامة لدولة يديرها مجلس شورى من الملاعين والمطرودين ؟ لقد كانت الدولة في عهد عثمان دخلت مرحلة وسطا بين الخلافة والملك ، وكانت تسير بخطى واضحة في طريقها إلى نظام سياسي غير الذي أراده لها مؤسسها ، وكانت هذه حقيقة سياسية يعرفها الكثير . أنظر إلى مروان بن الحكم - مثلا - وقد حاصر الناس عثمان فخرج عليهم ليقول لهم ( جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا ؟ ارجعوا عنا ) [2]