نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 96
عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومرشحهم للخلافة هو عثمان . وبما أن الترجيح جعل بيد ابن عوف على حسب الشرط المذكور ، فإن جواب الإمام علي عليه السلام بشأن العمل بسيرة الشيخين كان بالرفض قائلا " : ( أعمل بكتاب الله وسنة نبيه واجتهادي ) [1] ، بينما كان جواب عثمان بالقبول ، فآلت إليه الخلافة تبعا " لذلك . وفي صحيح البخاري تجد جزءا " من هذه الحادثة كما يرويها ابن مخرمة ، قال : ( طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت ، فقال : أراك نائما " ، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم ، انطلق فأدع لي الزبير وسعدا " ، فدعوتهما له فشاورهما ، ثم دعاني فقال : أدع لي عليا " فدعوته ، فناجاه حتى ابهار الليل . ثم قام علي من عنده وهو على طمع ( بمعنى رفضه شرط العمل بسيرة الشيخين ) ، ثم قال : ادع لي عثمان فدعوته ، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح ، فلما صلى بالناس الصبح ، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر ، فأرسل عبد الرحمن بن عوف إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار ، وأرسل إلى أمراء الأجناد ، وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا ، تشهد ثم قال : أما بعد ، يا علي ، إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان ، فلا تجعلن على نفسك سبيلا " . فقال عثمان : أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده ، فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس ) [2] . ولنا أن نتساءل : لماذا أضاف الخليفة عمر شرط العمل بسيرة الشيخين فضلا " عن استحداث مثل هكذا مصطلح أصلا " ؟ ولماذا أعلن عمر عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم اكتفاءه بكتاب الله ، وأصبح الآن عند وفاته هو يقول وكأن كتاب الله وسنة نبيه لا يكفيان إلا إذا أضيف إليهما سنة الخليفتين ؟ ؟
[1] خالد محمد خالد ، خلفاء الرسول ، ص 272 . [2] صحيح البخاري ، كتاب الأحكام ، باب كيف يبايع الإمام الناس .
96
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 96