نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 81
ليحكم بأمرهم . ولكن دون جدوى ، حيث كان لخالد ما أراد من قتلهم ، وقد أوعز بالمهمة إلى ضرار بن الأزور [1] . والحقيقة في هذه الحادثة أن مالكا " لم يرتد عن الإسلام وإنما رفض دفع الزكاة لأبي بكر تريثا " لما ستسفر عنه الصراعات التي خلفتها فلتة السقيفة ، أو كما قال ابن القيم الجوزية التلميذ الشهير لابن تيمية : إن رفض دفع مالك وجماعته لم يكن بسبب ردة عن دين ، وإنما لشبهة شرعية تخيلوا بها أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن خاطبه الله ( سبحانه وتعالى ) بالآية : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم بها ) هو وحده المخول بجمع الزكاة منهم ، ولما توفاه الله ، أصبحوا في حل من دفعها . ومن الثوابت التاريخية أنه وفي يوم مقتل مالك ، قام خالد بالدخول في زوجته والتي روي أنها كانت من أجمل نساء العرب [2] ، وقد قال مالك لخالد قبل مقتله : هذه التي قتلتني ( يعني زوجته ) . فقال له خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام ، فقال له مالك : إني مسلم . فقال خالد : يا ضرار اضرب عنقه . وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري من شاهدي تلك الواقعة ، وقد كلما خالدا " في أمر مالك قبل قتله ، ولكنه كره كلامهما [3] . ومما يشير أيضا " إلى عظيم ما اقترفته يدا خالد ، أن أبا قتادة أقسم أن لا يشارك بعد تلك الحادثة بجيش فيه خالد . وأما عمر بن الخطاب ، فقد ثارت ثائرته لفعل خالد وطالب الخليفة أبا بكر بإقامة حدي القتل والزنا عليه . وكان جواب الخليفة له بالرفض بحجة أن ما فعله خالد يعد من التأول والاجتهاد وإن أخطأ فيه ( ؟ ! ) ثم قال : يا عمر ما كانت لأغمد سيفا " سله الله عليهم [4] .
[1] تاريخ الطبري ، ج 3 ص 276 - 280 . [2] المصدر نفسه ، وأيضا " : العقاد : عبقرية خالد . [3] تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 158 ، وفيات الأعيان ج 6 ص 14 . [4] المصدر نفسه .
81
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 81