responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 75


ويتضح من ذلك أن عليا " وطوال ستة شهور كان يفكر بأخذ حقه ، ولكن بالكيفية التي لا يحصل فيها شقاق وفتنة ، وقد روي عن علي أنه قال : ( لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم ) [1] . ولكنه مع وفاة فاطمة الزهراء عليه السلام ، فقد انصرفت عنه وجوه الناس ، وتضاءلت بذلك إمكانية أخذه الخلافة ، وذلك باعتبار مكانة الزهراء عليه السلام من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ووقوفها إلى جانبه بالمطالبة بحقه ، وتنديدها بالشيخين ، لا سيما بعد محاولتهما أخذ البيعة من علي ومن معه بالقوة عندما كانوا مجتمعين في بيتها ، وتهديد عمر لهم عند رفضهم الخروج إليه .
ويوضح العالم الشيعي المعروف السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي : ( إن عليا عليه السلام لم ير أثرا " للقيام ضدهم سوى الفتنة التي كان يفضل ضياع حقه على حدوثها في تلك الظروف ، وبسبب الفتن الخطيرة التي أحاطت بالإسلام من كل جانب . فخطر يهدد الإسلام من المنافقين من أهل المدينة ومن حولهم من الأعراب ، بالإضافة إلى خطر مسيلمة الكذاب وطليحة بن خويلد الأفاك وسجاح الدجالة ، والرومان والفرس وغيرهم ممن كانوا للمسلمين بالمرصاد .
ولو أسرع علي عليه السلام إليهم في المبايعة حين عقدها ، لما تمت له حجة ولا سطع لشيعته برهان ، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين ، والاحتفاظ بحقه في الخلافة ، فالظروف يومئذ لا تسمح لمقارعة بحجة ولا مقاومة بسيف ، والتي قد ينتهزها أعداء الإسلام لإحداث هدم في دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم تكون مصيبته أعظم على الإمام علي عليه السلام من ذهاب الخلافة إلى غيره ) [2] .
ومن هؤلاء الذين حاولوا استغلال ذلك لهدم الدين أبو سفيان الذي سعى إلى علي عليه السلام أكثر من مرة يحضه على قتالهم بقوله : ( إن شئت لأملأنها



[1] المظفر ، السقيفة ، ص 151 .
[2] عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، المراجعات ، ص 385 - 387 .

75

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست