نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 67
تقديم عند دراسة الواقع التاريخي للخلافة والإمامة ، فإنه ينبغي اعتبار كل من جوانبها السياسية وهي المتعلقة بطرق الوصول إلى هذا المنصب والصراعات والتحولات التي رافقت ذلك ، وجوانبها الدينية وهي المتعلقة بتشريع الأحكام وحفظها والاجتهاد فيها عن طريق الخلفاء ، وذلك لما كان لهم على مر التاريخ الإسلامي من تأثير مباشر ليس فقط في التحليل والتحريم وصك الفتاوي ، وإنما في تكون الفرق والمذاهب وانتشارها من جهة ، وتحجيم بعضها والقضاء عليها من جهة أخرى . ولا غرابة في ذلك باعتبار المكانة السامية التي أرادها الله ( جل وعلا ) لمنصب خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بالإضافة إلى ما اجتمعت عليه الفرق والمذاهب الإسلامية في عدم الفصل بين الدين والدولة . وفي الوقت الذي يفرض فيه المنطق الإسلامي جعل الدولة وسياساتها أداة لخدمة الدين الإلهي ووسيلة لتحقيق غاياته ، فإن حكام المسلمين على مر التاريخ لم يلتزموا بالضرورة بهذا المبدأ ، إن لم يكن قد عمل معظمهم ضده ! وعلى كل حال ، فإننا سنحاول دراسة هذا الواقع التاريخي بإلقاء الضوء على تلك الجوانب في ثمانية فصول ، كل فصل خصص لاستعراض أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في عهد كل من الخلفاء الثمانية الأوائل في أهم مرحلة من مراحل تاريخنا الإسلامي ، وهي مرحلة صدر الإسلام والتي رسمت فيها الخطوط العريضة والملامح الأساسية لصورة دولة الخلافة ، والتي بقيت محافظة عليها لحين سقوطها في مطلع القرن الحالي .
67
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 67