نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 317
وعلى كل حال ، فإن أل 5 و 2 بالمئة التي يدفعها أهل السنة زكاة لأموالهم لا تفي بشئ من حاجة الدولة الإسلامية حال وجودها ، وتجد هذه النسبة ( الضريبة ) في الدول الغربية تصل إلى 35 % أحيانا " ، حتى تكون الدولة قادرة على الإيفاء بحاجتها مما تدفعه إلى مواطنيها المحتاجين من صندوق الضمان الاجتماعي . وأما الشيعة ، فإن من استحق عليه منهم دفع ضريبة الخمس ، فإنهم يدفعونها إلى العلماء المراجع الذين ينوبون عن الإمام محمد بن الحسن المهدي في غيبته ، أو يصرفونها مباشرة في المشاريع الخيرية بإذن منهم . وفي نسبة الخمس ما يكفي العلماء لتحقيق استقلالهم عن السلطات الحاكمة على مر الأزمنة ، وهم يستثمرونها في الصرف على المشاريع الخيرية ورعاية الفقراء والأيتام وبناء المساجد والحوزات العلمية ( المدارس والجامعات الدينية ) . والحق يقال إن هذه الاستقلالية لم تتوفر عند علماء أهل السنة ، أو المدارس والهيئات الدينية التي يديرونها ، مما يبقيهم تحت رحمة السلطان ويد الدولة ، وما يعني ذلك من تأثير في الخط والمنهج بل والفتوى كما لا يخفى ! 7 - الجهل والتخلف في القضايا الاجتماعية ما أكثر القضايا التي تستحق النظر والاهتمام في هذا الجانب ، حيث تجد بقاء ترسبات كثيرة من العادات والتقاليد التي عفى عليها الزمان في معظم بقاع العالم الإسلامي ، لا بل الجاهلية منها ، حتى أن الدين أصبح يحور ويشكل ليكون موافقا " لها ومنسجما " معها ، وإلا تراه غائبا " عن واقع الحياة الاجتماعية أو بعيدا " عن التأثير فيها . وتعتبر المسائل المتعلقة بالزواج من أكثر القضايا حيوية في أي مجتمع كان ، وقد رأينا في هذه الناحية أخذ الزواج المؤقت كمثال : فقد أجمع المسلمون في فهمهم حول الحكم التي جعلت الشارع المقدس يبيح رخصة تعدد الزوجات ، فهم يرون فيها حلا " إلهيا " لمشاكل كثيرة
317
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 317