نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 281
إرادته حتى جعلوه كالريشة في مهب الريح أو الخشبة في اليم . وعندي أن الخطأ في القول بسلطان العقل وحرية الإرادة والغلو فيهما خير من الغلو في أضدادهما ، وفي رأيي أنه لو سادت تعاليم المعتزلة إلى اليوم لكان للمسلمين موقف آخر في التاريخ غير موقفهم الحالي وقد أعجزهم التسليم وشلهم الجبر ، وقعد بهم التواكل ) [1] . وفي مسألة التوحيد يقول : ( وقد كانت نظرتهم في توحيد الله نظرة في غاية السمو والرفعة ، فطبقوا قوله تعالى : ( ليس كمثله شئ ) أبدع تطبيق ، وحاربوا النظريات الوضعية من مثل نظريات الذين جعلوا الله تعالى جسما " ) [2] . ويضيف أحمد أمين في مقال خاص بمدح المعتزلة تحت عنوان المعتزلة والمحدثون : ( كان للمعتزلة منهج خاص أشبه ما يكون بمنهج من يسميهم الفرنج ( العقليين ) عمادهم الشك أولا " والتجربة ثانيا " ، والحكم أخيرا " . وللجاحظ في كتابه ( الحيوان ) مبحث طريف عن الشك . وكانوا وفق هذا المنهج لا يقبلون الحديث إلا إذا أقره العقل ، ويؤولون الآيات حسب ما يتفق والعقل كما فعل الزمخشري في كتابه ( الكشاف ) . ويقابل هذا المنهج منهج المحدثين ، وهو منهج يعتمد على الرواية ، لا على الدراية ، ولذلك كان نقدهم للحديث نقد سند لا متن ، ومتى صح السند صح المتن ولو خالف العقل ، وقل أن نجد حديثا " نقد من ناحية المتن عندهم ، وإذا عرض عليهم أمرا " رجعوا إلى الحديث ولو كان ظاهرة لا يتفق والعقل ، كما يتجلى مذهب الحنابلة . . . ) [3] .
[1] أحمد أمين ، ضحى الإسلام ، ص 70 . [2] المصدر نفسه ، ص 68 . [3] رسالة الإسلام التي تصدرها ( دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ) . بالقاهرة : العدد الثالث من السنة الثالثة .
281
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 281