responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 201


مفارقتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مصدر تلك الطاقة الحرارية التي ظهرت آثارها في كثير من تضحياتهم أثناء حياته صلى الله عليه وآله وسلم وبعدها .
وعلى كل ، فهذه مسألة قد تبدو طبيعية ، ولا ينبغي تحميل أولئك أكثر مما يتحملوا ، فالمسيرة التغييرية والإصلاحية التي بدأت بذلك الجيل القريب عهدا " بالجاهلية - كما بينا سابقا - لا يمكن أن تتم في تلك الفترة القصيرة التي قضاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينهم ، بل أنه يمكن القول أن الكثير من تصرفات ذلك الجيل والتي عرضنا أمثلة منها لم تكن مؤشرا " على وجود انحراف بقدر ما كانت مؤشرا " إلى عدم زوال ترسبات الجاهلية بكاملها وعدم اكتمال تربيتهم الإيمانية والرسالية .
وقد نشأ اعتراض الكثيرين على هذا المنطق من افتراضهم أن الاعتراف بنقائص الصحابة ومخالفاتهم يعد اعترافا " بفشل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونقصا " في رسالة الإسلام . والدليل الحاسم على الخطأ الفادح الذي وقع فيه أصحاب هذا الافتراض هو أن الله سبحانه وتعالى قد حدد نجاح مهمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإتمام تبليغ الرسالة ليس إلا ، وهذا يظهر بوضوح من قوله تعالى : ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا " إن عليك إلا البلاغ ) [ الشورى / 48 ] ، وقوله تعالى : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا " ومبشرا " ونذيرا " ) [ الأحزاب / 45 ] ، وقوله تعالى :
( فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) [ المائدة / 92 ] ، وقوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) [ الرعد / 7 ] .
وهذا يفسر ضرورة توفر خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مواصفات خاصة تؤهلهم بحق لأن يكونوا ( هداة ) لتستمر على أيديهم عملية التغيير والإصلاح : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي ) [ يونس / 35 ] . ولكن أنى يكون ذلك وقد أبعد هؤلاء الهداة عن مواقعهم التي عينهم الله سبحانه وتعالى لها ، واستبدلوا بمن هم ليسوا أهلا " لتحمل أعباء مسؤولية كهذه حتى وصل الأمر لأن يتسنم قيادة الأمة من وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطلقاء من المنافقين والقتلة الفجرة !

201

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست