نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 177
تعالى يتلو آيات من القرآن ، فحمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له : لم نجد في بيته شيئا " ، ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة . وكان المتوكل حينها جالسا " في مجلس الشراب وبيده الكأس ، فلما رأى الإمام هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه ، وقال له : أنشدني شعرا " ، فقال الإمام : إني قليل الرواية للشعر ، فقال المتوكل : لا بد ، فأنشده الإمام وهو جالس عنده : باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عز من معاقلهم * فأودعوا حفرا " يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود تنتقل قد طالما عمروا دورا " لتحصنهم * ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا وطالما كنزوا الأموال وادخروا * فخلفوها على الأعداء وارتحلوا أضحت منازلهم قفرا " معطلة * وساكنوها على الأحداث قد رحلوا فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته وبكى الحاضرون ، ثم أمر المتوكل برفع مائدة الشرب ، ثم رد الإمام إلى منزله مكرما " ) [1] . وقد توفي الإمام في الثالث من شهر رجب سنة 254 للهجرة متأثرا " بسم الخليفة المعتز ، ودفن في سامراء شمال مدينة بغداد في العراق . 11 - الإمام الحسن بن علي عليه السلام ولد في الثامن من ربيع الثاني سنة 232 للهجرة في المدينة المنورة ، وعاصر خلافة كل من المعتز ، المهتدي ، والمعتمد ، ودامت فترة إمامته ست سنوات . واشتهر بلقب العسكري نسبة إلى عسكر ويراد بها سر من رأى ( أو