نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 175
منهم . فالشيعة ينظرون إلى الإمامة باعتبارها قضية إلهية ، فتكون مسألة صغر عمر الإمام - كمسألة صغر عمر النبي - ليست هي القضية المهمة بالنسبة إليهم ، وإنما الأمر المهم في ذلك هو الجانب الإلهي في علمهم وعملهم . ومن المعلوم أن الأئمة عليه السلام كانوا يجيبون على جميع الأسئلة التي تعرض عليهم ، وكان الأتباع والموالون يقبلون إمامتهم تبعا " لذلك بالرغم من وجود النص المسبق على إمامتهم [1] . ويقول العلامة السبحاني : ( وليس عجيبا " تحمل أعباء الزعامة في أيدلوجية الرجل الإلهي ، فالأئمة الإلهيون كانوا متحلين منذ البداية ومن أجل أهداف معنوية بتربية خاصة ، ويخطون بكمالات ( معنوية ) لا توجد إطلاقا " في الأفراد العاديين . ولقد تجلت لكل الناس هذه الكمالات في الإمام محمد الجواد عليه السلام من خلال مناقشاته ومناظراته عندما كان يلتقي بعلماء بغداد بحضور الخليفة المأمون ، والذي بلغ إعجابه به يوما " أن زوجه ابنته أم الفضل لما رآه فيه من الفضيلة ، وبلوغ العلم ، والحكمة ، والأدب ، وكمال العقل مع صغر سنه وما لم يساوه فيه أحد من مشايخ أهل زمانه [2] . ثم انتقل الإمام بعد زواجه إلى المدينة المنورة حيث ربى خلال فترة إقامته فيها شخصيات علمية كثيرة ، وعندما استلم المعتصم مقاليد الحكم سنة 218 للهجرة ، استدعى الإمام إلى بغداد ليكون تحت مراقبته ، وخوفا " من شدة التفاف الناس حوله . وقد انتقل الإمام إلى جوار ربه في التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة 220 للهجرة وكان عمره 25 عاما " ، حيث يعتقد بعض المؤرخين أن المعتصم قد دس إليه السم عن طريق زوجته أم الفضل . ودفن بجوار جده الإمام موسى الكاظم عليه السلام بالقرب من بغداد .
[1] رسول جعفريان ، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت ، ج 2 ص 105 . [2] جعفر السبحاني ، مشهد من حياة أئمة الإسلام ، ص 69 .
175
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 175