نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 173
لقب ( الرضا ) . وقد امتدت هذه الثورات لتشمل مناطق عديدة كالبصرة ، وخراسان ، واليمن ، حتى أصبحت تهدد عرش الخليفة مما حدى به إلى استدعاء الإمام من المدينة المنورة إلى ( مرو ) في خراسان وهي عاصمة الدولة العباسية آنذاك ، وعرض عليه منصب ولاية العهد ، الأمر الذي عد مناورة سياسية يهدف المأمون من ورائها إخماد ثورات العلويين ، وإضفاء صفة الشرعية على خلافته ، ومما يؤكد عدم حسن نية الخليفة في هذه الخطوة أنه أجبر الإمام على قبول هذا المنصب بتهديده إياه بالقتل في حالة رفضه . وعند موافقة الإمام على قبول ولاية العهد كان قوله للمأمون : ( قد نهاني الله عز وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة ، فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك ، وأنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا " ولا أنقض رسما " ولا سنة ، وأكون في الأمر بعيدا " مشيرا " ) [1] . ومما يؤكد قلق المأمون تجاه سياسته بالتعامل مع الإمام أنه وبعد أن ألح عليه مرة بإقامة صلاة العيد ، تراجع عن ذلك ومنعه من إقامتها ، وخصوصا ملاحظته تعاظم مكانة الإمام في عيون الناس يوما " بعد يوم ، وخشيته من انتشار علمه وسيرته في ربوع العالم الإسلامي ، فقرر إنهاء حياة الإمام عليه السلام وقام بدس السم إليه ، مما أدى إلى مفارقته لهذه الدنيا . وكان ذلك في السابع عشر من صفر سنة 203 للهجرة ، ودفن جثمانه الطاهر في ( خراسان ) بالمدينة التي تعرف اليوم باسم ( مشهد ) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وبالرغم من أن المأمون تظاهر بالحزن الشديد عندما أخبر بوفاة الإمام وقام بتمزيق قميصه وبكى بصوت عال ، إلا أن معظم الباحثين والمؤرخين على يقين باقترافه لهذا الجرم الشائن .