نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 171
وعلى كل حال ، فخدمات الإمام الصادق العلمية في مجال التفسير والحديث والفقه لا يمكن حصرها ، وتمكن من علماء كبار وتنشئتهم في علوم الكلام والفلسفة والمناظرة والذين كان من بينهم : هشام بن الحكم الذي ترك وراءه خمسة وعشرين كتابا " . ومن المفارقات العجيبة وما أكثرها في تاريخنا الإسلامي أن تجد الشيخ البخاري مثلا " لم يرو في صحيحه ولو حديثا واحدا عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، في الوقت الذي تجده يروي عن مروان بن الحكم الملعون هو وأبوه على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن عمران بن حطان الخارجي الذي ألف قصيدة في مدح قاتل علي بن أبي طالب ! [1] . وفي جانب العلوم الطبيعية ، فقد تمكن الإمام من كشف أسرار نالت إعجاب العلماء الاختصاصيين في العصر الحديث ، لا سيما ما جاء منها في كتابه ( توحيد المفضل ) الذي أملاه على تلميذه المفضل بن عمرو الكوفي في أربعة أيام ، وكذلك تربيته للعالم الفذ جابر بن حيان الذي يعد اليوم أبو الكيمياء ، حيث أخذ علمه عن الإمام الصادق عليه السلام وألف كتبا " ورسائل عديدة في هذا المضمار . وقال الدكتور يحيى الهاشمي : ( إن هناك عدة كتب مخطوطة لجابر بن حيان لا يزال علماء الألمان يعكفون على حل رموزها ) [2] . وقال الحوماني : ( واستخراج المعلوم من المجهول له علم خاص سماه علماء الغرب ( علم الجبر ) اشتقوه من اسم جابر بن حيان ، لأنه أول من وضع هذا العلم نقلا " عن معلمه جعفر الصادق ) [3] . وانتقل الإمام إلى جوار ربه في الخامس والعشرين من شوال عام 148 هجرية بالمدينة المنورة ، ودفن في مقبرة البقيع بجوار آبائه الباقر ، وزين العابدين ، والحسن عليهم السلام .
[1] جعفر السبحاني ، بحوث في الملل والنحل ، ج 6 ص 455 . [2] الحوماني ، أشعة من حياة الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، ص 41 . [3] المصدر السابق .
171
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 171