responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 114


أعطاك معاوية الحق ، ودعاك إلى كتاب الله ، فاقبل منه ) [1] . وبهذا انشق جيش الإمام إلى شقين ، وفشلت كل محاولات الإمام بإقناعهم بزيف لعبة المصاحف ، مما اضطره إلى قبول التحكيم . وقام الأشعث بن قيس وهو الذي ترأس حركة المؤيدين للتحكيم في جيش الإمام بترشيح أبي موسى الأشعري ليكون ممثلا " عن معسكر الإمام في مفاوضات التحكيم ، ولكن الإمام عارض ذلك قائلا " : ( إن موسى ضعيف عن عمرو [ وهو ممثل معسكر الأمويين ] ومكائده . . . وإنه ليس بثقة ، وقد فارقني وخذل الناس عني يوم الجمل ] [2] .
وكان الإمام أيضا " قد عزله قبل ذلك عن ولاية الكوفة بعد تسلمه مهام الخلافة . ومع إصرار الأشعث وجماعته عليه ، ورفضهم رأي الإمام بإسناد مهمة تمثيل معسكر الإمام في التفاوض إلى عبد الله بن عباس أو مالك الأشتر ، لم يجد الإمام مناصا " من القبول واحتساب الأمر إلى الله قائلا " : فاصنعوا ما أردتم . ثم وقع الفريقان وثيقة التحكيم الأولية تعهدا بها التوقف عن القتال لغاية ظهور نتيجة التحكيم .
وقد اجتمع الحكمان بعد هذه الموقعة بثمانية شهور في دومة الجندل ومع كل منهما أربعمئة من صحبه . وبعد أيام من المفاوضات قبل عمرو بن العاص اقتراح أبي موسى الأشعري بخلع كل من علي ومعاوية ، وتعيين عبد الله بن عمر - والذي لم يكن حاضرا " آنذاك - إماما " للأمة بدلا " منهما ( ! ) ثم قاما ليعلنا للحضور نتيجة التحكيم ، فبدأ أبو موسى الأشعري ، وهو صهر عبد الله بن عمر قائلا " : ( إن هذه الفتنة قد أكلت العرب ، وإني رأيت وعمرو أن نخلع عليا " ومعاوية ، ونجعلها لعبد الله بن عمر ، فإنه لم يبسط في هذه الحرب يدا " ولا لسانا " ) .
ثم قام ابن العاص خاطبا " : ( أيها الناس ، هذا أبو موسى شيخ المسلمين ، وحكم أهل العراق ، ومن لا يبيع الدين بالدنيا ، قد خلع عليا " وأنا



[1] ابن قتيبة الدينوري ، الإمامية والسياسة ، ج 1 ص 135 .
[2] ابن الجوزي ، تذكره الخواص ، ص 79 .

114

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست