نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 112
طلحة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ، وأنت أول من بايعني ، ثم نكثت ، وقد قال الله عز وجل : ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) [ الفتح / 10 ] ، فقال طلحة : أستغفر الله ثم رجع . وعندما رأى مروان بن الحكم ذلك وهو حليفه ، قال : رجع الزبير ويرجع طلحة ، ما أبالي رميت ههنا أم ههنا ، فرماه في أكحله بسهم فقتله ، وقال طلحة وهو يجود بنفسه : ندمت ما ندمت وضل حلمي * ولهفي ثم لهف أبي وأمي ندمت ندامة الكسعي لما * طلبت رضى بني جرم بزعمي وقد التحم الجيشان بعد فشل مساعي الإمام في موقعة ساخنة ، كان النصر فيها حليف علي ، وقتل فيها ثلاثة عشر ألفا " من الطرفين ، وأسرت عائشة ، فجهز لها الإمام موكبا " يؤمن رجوعها سالمة إلى المدينة . وأسر كذلك مروان بن الحكم وبعض رؤوس بني أمية ، وعفا عنهم الإمام بعد أن طلبوا الصفح منه وبايعوه . وقد تمكن عبد الله بن الزبير من الهرب عندما لاحت تباشير النصر لجيش الإمام ، وأما محمد بن طلحة فقد قتل أثناء المعركة ، وكانا من أشد المحرضين على قتال الإمام حتى اللحظات الأخيرة . وقد عرفت هذه الحادثة بموقعة الجمل ، لاتخاذ عائشة جملا " قويا " جعلت عليه هودجها الفاخر ، والذي أصبح بمثابة العلم الذي يتقدم الجيوش المحتشدة حوله ، وكان صمود هذا الجمل والهودج الذي عليه رمزا " لصمود الجيش بكامله طوال المعركة . وقد كان انتهاء المعركة عندما ضرب الجمل ، وأسر الهودج . وبعد انقضاء هذه المعركة ، وما ولدته من مقتضيات وظروف جديدة ، فقد قرر الإمام نقل عاصمة الخلافة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة . ومن الأسباب التي شجعته لذلك أيضا " هو موقع الكوفة الجغرافي المتوسط بين البقاع الإسلامية ، وقربها من الشام والبصرة ، وهما عاصمتا التمرد ، بالإضافة
112
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 112