نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 110
عبد الله بن عمر المحايد منعها من الذهاب . وأما أم سلمة فقد نصحت عائشة بعدم الخروج . ويذكر ابن قتيبة أنه عند وصول موكب أم المؤمنين إلى البصرة ، اصطف لهم الناس بالطريق وهم يتساءلون : ما الذي أخرج أم المؤمنين من بيتها ؟ فقامت عائشة وقالت في خطبة لها : ( أيها الناس ، والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحل دمه ، ولقد قتل مظلوما " . غضبنا لكم من السوط والعصا ( تقصد سوط عثمان وغلمانه ) ولا نغضب لعثمان من القتل ؟ وإن من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيقتلوا به ، ثم يرد هذا الأمر شورى على ما جعله عمر بن الخطاب ) . فمن قائل يقول : صدقت ، وآخر يقول : كذبت [1] . وعندما بدأت تظهر ملامح الاقتتال ، تعاهد والي الإمام على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري مع أم المؤمنين وجيشها على صلح مؤقت لغاية قدوم علي عليه السلام . وقد تعاهدا على أن يحتفظ عثمان بدار الإمارة ومسجدها وبيت المال ، وأن ينزل القادمون من مكة حيث شاؤوا عدا هذه الأماكن . ولم تمض أيام قليلة على هذه المعاهدة حتى أتى طلحة ، والزبير ، ومروان بن الحكم بجماعة منهم دار الإمارة في منتصف الليل ، وقتلوا أربعين من الحرس ، ثم أسروا عثمان وقتلوا معاونيه ، وحتى أن مروان قام بتعذيب عثمان ونتف لحيته ورأسه وحاجبيه [2] . وكان هذا التصرف إيذانا " بإعلانهم الحرب وقد عبأوا جيشهم انتظارا " لوصول الإمام علي عليه السلام . ولكن الإمام في ذلك الحين كان يعد العدة للتوجه إلى الشام وقمع تمرد معاوية الذي أعلن نفسه خليف هناك . ثم اضطر إلى العدول عن هذا المخطط لدى علمه بما حصل لواليه على البصرة ، وقرر التوجه إلى العراق بجيش لردع المعتدين هناك . وكان من بين أفراد جيشه
[1] المصدر السابق ، ص 87 - 88 . [2] المصدر السابق ، ص 88 - 89 .
110
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 110