نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 89
عن التقاء الختانين أو عن المجامعة بغير إنزال أو عن التقبيل في حال الصوم ، فكان من الممكن أن تقول : قد فعله النبي صلى الله عليه وآله واغتسل ، أو فعله النبي صلى الله عليه وآله وهو صائم ، ونحو ذلك من التعبيرات الحسنة من دون لزوم التصريح بالقول : ( فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله ) وأنه قبلني ومص لساني وأنه قبل أين شاء من وجهي . إن عائشة كانت تظن أن جميع ما جرى بينها وبين النبي صلى الله عليه وآله مما يجري بين كل رجل وزوجته هو فضيلة لها ومنقبة ، ولكن قد أخطأ حدسها وخاب ظنها ، فإن المعيار عند الله تعالى في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وغيرهن هو التقوى . قال تعالى في سورة الحجرات : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . وقال في سورة الأحزاب : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ) . إلى أن قال : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ، وقال مخاطبا أزواج النبي صلى الله عليه وآله : ( فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله ، وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما ) . وقد عرفت أيها القارئ الكريم أن عائشة وحفصة هما المرأتان اللتان قال الله تعالى فيهما في أول سورة التحريم : ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) . وعن الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى في آخر سورة التحريم : ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع
89
نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 89