نام کتاب : ابن تيمية في صورته الحقيقية نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 20
إن الجمود على ما يفهم من ظاهر اللفظ لأول وهلة يعد من أكبر الخطأ ، وليس هو من شأن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم . ففي قوله تعالى : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) * هل قال أحد أن الحبل هنا هو ما نفهمه من لفظ الحبل ، فعلينا أن ننظر حبلا بأوصاف خاصة يتدلى من جهة الفوق كما يريد الحشوية ، لنعتصم به ؟ ! إنهم أجمعوا هنا على تأويل الحبل بمعاني أخرى ، فقالوا : هو الإسلام أو القرآن ، أو الثقلان - كتاب الله وعترة رسوله - اللذان ورد الأمر بالتمسك بهما . إن من ينكر ضرورة التأويل في أمثال هذه الألفاظ فقد ارتكب جهلا وخطأ كبيرا . . وإن من ينكر تأويل السلف لآيات الصفات فقد افترى عليهم فرية كبيرة . . وإن من ينكر ورود ذلك في كتب التفسير فهو كمن حفر جبا لأخيه فوقع هو فيه ! فهذه كتب التفسير مشحونة بروايات التأويل عن الصحابة وكبار السلف ، وباستطاعة كل من يحسن القراءة أن يقف على ذلك ينفسه .
20
نام کتاب : ابن تيمية في صورته الحقيقية نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 20