نام کتاب : ابن تيمية في صورته الحقيقية نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 16
طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة ، وما رووه من الحديث ، ووقفت على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار ، أكثر من مئة تفسير ، فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف . ( تفسير سورة النور لابن تيمية : 178 ) فسرت هذه الكلمة بين مقلديه والمغرمين به سريان الريح من غير أن يكلفوا أنفسهم عناء النظر في كتب التفسير التي نقلت كلام الصحابة في آيات الصفات ، ولو تفسير واحد من التفاسير التي أثنى عليها ابن تيمية ، كتفسير الطبري والبغوي وابن عطية . فهذه التفاسير وغيرها مشحونة بما جاء عن الصحابة والتابعين في تأويل آيات الصفات بعيدا عن التجسيم الذي يقول به ابن تيمية والحشوية . انظر مثلا تفسير آية الكرسي ، فقد نقل الطبري عن ابن عباس أن كرسيه يعني علمه ، واستشهد لذلك بكلام العرب في هذا المعنى . وهو الذي نقله البغوي ونقله الشوكاني عن ابن عطية ونقله القرطبي وغيرهم أيضا .
16
نام کتاب : ابن تيمية في صورته الحقيقية نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 16