responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 86


ذلك ضعف الشخصية أمام الزينة والزخرف في العالم الخارجي ، فراحت تأكل من ثماره وتجتر ذكرياتها على سبيله ، وأنتج زاد الثمار والذكريات العقد النفسية التي هي في مجملها استعداد وجداني مكتسب دائم . يؤثر في سلوك المرء وشعوره ويفرغ عليهما طابعا خاصا ، ومما لا شك فيه أن العقدة النفسية قد تنشأ من صدمة انفعالية عنيفة ، أو قد تنشأ من صراع نفسي غير محسوم ، أو قد تنشأ من تربية غير رشيدة ، هذا كله له معالم على امتداد المسيرة الإسرائيلية التي أرغمتها العقد النفسية في نهاية المطاف على الخوف . حتى ولو لم يكن هناك داعيا إلى الخوف ، وهذا كله نتيجة حقيقية . لمقدمة حقيقية . غيروا فيها اتجاههم الفطري .
وأصبحوا عالة على حركة وإنتاج الأمم من حولهم .
والباحث في المسيرة الإسرائيلية يجد أن المسيرة قد تأثرت بعقائد العالم الخارجي ، ومن ثياب هذه العقائد اتخذت المسيرة ثوبا واحدا أضافت إليه معالم سماوية باهتة ، تتفق مع أهوائهم وتنسجم مع العقد النفسية التي أفرزتها الأحداث على امتداد المسيرة ، وفي نهاية المطاف رشحت ثقافات هذه العقائد على المدنية المعاصرة وهددت الإنسانية بالانهدام . ومهدت الطريق إلى المسيح الدجال . وفي إفرازات المسيرة الإسرائيلية يقول صاحب تفسير الميزان : إذا تأملت قصص بني إسرائيل المذكورة في القرآن ، وأمعنت فيها . وما فيها من أسرار أخلاقهم وجدت أنهم كانوا قوما غائرين في المادة مكبين على ما يعطيه الحس من لذائذ الحياة الصورية ، فقد كانت هذه الأمة لا تؤمن بما وراء الحس ولا تنقاد إلا إلى اللذة والكمال المادي ، وهم اليوم كذلك ، وهذا الشأن هو الذي صبر عقولهم وإرادتهم تحت انقياد الحس والمادة . لا يعقلون إلا ما يجوزانه ، ولا يريدون إلا ما يرخصان لهم ذلك ، فانقياد الحس يوجب لهم أن لا يقبلوا قولا إلا إذا دل عليه الحس ، وانقياد المادة اقتضى فيهم أن يقبلوا كل ما يريده أو يستحسنه لهم كبرائهم من جمال

86

نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست