نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 78
مسيرة الشعب لم تسير على هدى الأنبياء . ولم تفتح للفطرة الإنسانية بابا وصدت عن سبيل الله . وانطلقت بزاد ووقود مرابط العجول والتيوس التي انتشرت عبادتها في مصر على امتداد العصور الفرعونية ، ولقد ذكر القرآن الكريم أنهم بعد خروجهم من مصر عبدوا العجل في زمن موسى عليه السلام ، وتوعد الله تعالى الذين أشربوا في قلوبهم حب العجل بغضب الله والذلة في الدنيا ، ومن لطفه تعالى بالمسيرة وهي في مهدها أمرهم سبحانه بأن يذبحوا بقرة . ليعلموا أن الله هو الذي يحيي ويميت ، فذبحوها وما كادوا يفعلون ، وظل فقه كهنة البقر يدفع مسيرة الانحراف حتى صارت عبادة البقر والتيوس عبادة رسمية . الخارج عنها خارج عن الشرعية في مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا ، وتحت هذا الفقه جرى القتال على الملك . وذكر العهد القديم : أن ملك إسرائيل قتل من يهوذا مائة وعشرين ألفا في يوم واحد ، وسبى بنو إسرائيل من إخوتهم مئتي ألف من نساء وبنين وبنات ، ونهبوا أيضا من غنيمة وافرة وأتوا بالغنيمة إلى السامرة [1] . وذكر القرآن الكريم أن الله تعالى أخذ عليهم الميثاق بأن لا يفعلوا ذلك . قال تعالى : * ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان . وإن يأتوكم أساري تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم . . ) * [2] . وذكر العهد القديم أن فقه كهنة البعل والقتال على الملك . أنتج في نهاية المطاف أنماطا بشرية لا يمكن بحال أن تقود مسيرة في اتجاه الفطرة ، وفي هذا يقول أشعيا " ألان أيديكم تنجست بالدم ، وأصابعكم
[1] سورة الأعراف آية 129 . [2] أخبار الأيام الثاني 28 / 6 - 9 .
78
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 78