نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 71
شلمناسر ملك آشور ، فصار له هوشع عبدا ودفع له جزية ، ووجد ملك آشور في هوشع خيانة ، لأنه أرسل رسلا إلى سوا ملك مصر . ولم يؤد جزية إلى ملك آشور حسب كل سنة . فقبض عليه ملك آشور وأوثقه في السجن . وصعد ملك آشور على كل الأرض . وصعد إلى السامرة . . وأخذ ملك آشور السامرة وبني إسرائيل إلى آشور " [1] . وهكذا نزل الستار على مملكة قطعت شوطا كبيرا في عالم الانحراف الذي انطلقت فيه بوقود " فقه البقر " ، نزل الستار بعد مسيرة استمرت 200 سنة تقريبا ( 931 - 722 ق . م ) . لم تقدم فيها قدوة عسكرية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ، ولم تفتح فيها طريقا للفطرة . لأن طريق الفطرة لا ترفعه سواعد تحمل أعلام المثل الأعلى المتدني المنحط . حيث العجول والتيوس والسوارى والأصاب وغير ذلك . أن الحركة الإسرائيلية التي قدمتها مملكة إسرائيل الشمالية . لم تكن من أجل أرض الميعاد أو هيكل سليمان أو المحافظة على نقاء الدم اليهودي ، أو غير ذلك من العناوين البراقة التي تاجرت بها مؤسسات الصد عن سبيل الله فيما بعد ، وإنما كانت الحركة من أجل الملك والأهواء التي خرجت من دوائر الزينة والإغواء والاحتنكاك ، وإذا كنا قد ألقينا الضوء على الجناح الشمالي للتاريخ الإسرائيلي ، فإننا نلقي فيما بعد الضوء على الجناح الجنوبي لهذا التاريخ وأقصد به مملكة يهوذا الجنوبية ، لنقف على المقدمات الحقيقية في الماضي البعيد . ونستنتج منها معلومات واقعية في حاضرنا الذي نحياه . ومن هذا الاستنتاج نمد البصر إلى المستقبل لنرى الدوائر الغيبية التي تحدث بها الأنبياء والرسل . وهم يخبرون بالغيب عن ربهم جل وعلا . .