نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 18
جديدة أفرزتها دائرة التزيين والإغواء . فعلى هذه المعلومات يتغذى الإنسان الضعيف فينقلب مزاجه ، ويقصد بالمزاج مجموعة الخصائص الانفعالية . أو بعبارة أخرى مجموعة الصفات التي يتسم بها سلوك الفرد وانفعالاته ودوافعه ، ومع هذه الانقلابات تنشأ العواطف التي يقوم عليها صروح الحب في غير الله والعبادة لغير الله . وفوق هذه الصروح تنقسم الحياة الفعلية وفوق هذا الانقسام يكون الاحتناك الشيطاني . وهو قوله تعالى : * ( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ، لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا ، قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ) * [1] قال في الميزان : والاحتناك في الآية : الالجام . وهو من قولهم : حنك الدابة بحبلها أي جعل في حنكها الأسفل حبلا يقودها به [2] . فعلى طريق الاحتناك وهو طريق اللا عبادة واللا دعوة واللا شعور . تبرز القوافل التي على عاتقها يكون تنفيذ البرنامج الشيطاني الذي يعارض به مهمة الإنسان في الأرض . وهو قوله تعالى : * ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) * [3] قال في الميزان : أي لأجلسن لأجلهم على صراطك المستقيم وسبيلك السوي الذي يوصلهم إليك وينتهي بهم إلى سعادتهم . . فالقعود على الصراط المستقيم كناية عن التزامه والترصد لعابريه ليخرجهم منه [4] . والشيطان لا يتمكن من إكراه الناس على المعصية . وإنما يدعو الناس إلى الضلال فقط . وهو قوله تعالى : * ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من أتبعك من الغاوين ) * ( 5 ) والشيطان نفسه سيعترف بعدم إكراه ( 5 ) سورة الحجر آية 42 .