نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 130
من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) * [1] . فالذي حكاه تعالى عن عيسى عليه السلام ملخص دعوته ، وقد أعلن أصل دعوته بقوله " أني رسول الله إليكم " فأشار إلى أنه لا شأن له إنه حامل رسالة من الله إليهم ، ثم بين متن ما أرسل إليهم لأجل تبليغه في رسالته بقوله " مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول " الخ . فقوله " مصدقا لما بين يدي من التوراة " بيان أن دعوته لا تغاير دين التوراة . ولا تناقض شريعتها بل تصدقها ولم تنسخ من أحكامها إلا يسيرا ، والنسخ بيان انتهاء أمد الحكم وليس بإبطال . ولذا جمع عليه السلام بين تصديق التوراة ونسخ بعض أحكامها فيما حكاه الله تعالى من قوله * ( مصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ) * [2] ، ولم يبين لهم إلا بعض ما يختلفون فيه ، كما في قوله * ( قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون ) * [3] . وبالجملة : فالمسيح يحمل رسالة من الله إلى بني إسرائيل ، وهذه الرسالة لا تناقض التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام ، بل هو مصدقا لما علمه الله من التوراة النازلة على موسى ، وأنه عليه السلام جاء لنسخ بعض الأحكام المحرمة المكتوبة عليهم ، كما في قوله تعالى : * ( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ) * [4] . وما حرم عليهم أشار إليه قوله تعالى : * ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) * [5] .
[1] سورة الصف آية 6 . [2] سورة آل عمران آية 50 . [3] سورة الزخرف آية 63 . [4] سورة آل عمران آية 50 . [5] سورة النساء آية 160 .
130
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 130