له : هل لك في شرف الدنيا والآخرة ، فقال وما ذاك قال : تساعدني على قتل علي بن أبي طالب قال : ثكلتك أمك لقد جئت شيئا ادا ، كيف تقدر على ذلك قال : نكمن له في المسجد فإذا خرجنا للصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا ، وان قتلنا فما عند الله خير من الدنيا قال : ويحك لو كان غير علي كان أهون علي فقد عرفت الذي ابلاه في الإسلام وسابقته مع النبي ( ص ) وما أجدني انشرح لقتله قال : أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد المصلين قال بلى : قال نقتله بمن قتل من إخواننا فأجابه إلى ذلك وجاءوا إلى قطام وهي معتكفة في المسجد الأعظم فأعلموها بذلك فقالت : إذا أردتم ذلك فأتوني فعادوا إليها ليلة الجمعة التي قتل علي ( ع ) صبيحتها فقالت هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبي ان يقتل صاحبه فدعت لهما بحرير وعصبتهما وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي ( ع ) للمسجد فلما خرج علي شد عليه الرجلان ، فأما شبيب فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق وضربه ابن ملجم على قرنه فشجبه ووصلت ضربته إلى أم دماغه وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل [1] من بني أمية وهو ينزع الحرير عن صدره فقال : ما هذا السيف والحرير فأخبره بما كان فانصرف فجاء بسيفه فحلا به وردان حتى قتله ، وخرج شبيب نحو أبواب كندة في الغلس وصاح الناس فلقيه رجل من حضرموت يقال له : عوض وفي يد شبيب السيف فهجم عليه الحضرمي وأخذ سيفه فلما رأى الناس قد اقبلوا في طلبه والسيف في يده خاف على نفسه فتركه ونجى بنفسه
[1] هو عبد الله بن بحرة . مروج الذهب 2 ص 289 . طبقات ابن سعد 3 ص 23 .