عشر سنين وعاش بعده ثلاثين سنة وضربه ابن ملجم لتسع عشرة خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وغسله ابناه وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاث أثواب ليس فيها قميص ، وصلى عليه الحسن وكبر عليه أربع تكبيرات وقيل تسع تكبيرات ، وكانت خلافته خمس سنين وقال : له رجل يا أمير المؤمنين الا تستخلف ؟ قال لا ، أترككم كما ترككم رسول الله ( ص ) [1] ، أو قال : أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله ( ص ) قالوا : فما تقول لله تعالى : إذا لقيته قال أقول : اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ثم توفيتني وأنت فيهم ، فان شئت
[1] هذا ما ارتآه المؤلف لنفسه ناسيا ذكره نص النبي الاقدس لأمير المؤمنين بالخلافة والوصاية ونقله حديث بدء الدعوة ص 82 وقصة غدير خم ص 109 وتواتر أسانيدها الصحيحة ، وكيف تتم هذه المزعمة مع نداء القرآن الكريم : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، وقد أجمع المفسرون والفقهاء على نزولها في علي أمير المؤمنين وأي ولي الأمر يحق ان يكون المعني بقوله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، ومن الذي أوجب الله طاعته لدة طاعة الله ورسوله ؟ وهلا كان علي أمير المؤمنين يحتج على الصحابة والتابعين لهم باحسان بتلكم النصوص الثابتة الواردة عن الصادع الكريم في الخلافة والوصاية والوراثة والإمامة وهلا حفظت الأئمة تلكم المناشدات التي ثبتت لعلي ( ع ) يوم الشورى وقبله وبعده فأنى تقع هذه المزعمة من تلكم المواقف الكثيرة . فالقول المعزو إلى الامام : أترككم كما ترككم رسول الله ( ص ) بعيد عن منطق علي بعد المشرقين لأنه يضاد نداء القرآن الكريم ونصوص النبي الأمين ويخالف الحقيقة الراهنة ، هذا من جهة وأما من جهة الوصية والبيعة للحسن فان الإمام علي قد عهد ذلك لابنه الحسن اخذا بما جاء عن النبي الاقدس وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين قال فيهم رسول الله : الأئمة من قريش وهم اثني عشر ، وهذا مما أخبتت إليه الأئمة وأثبتته أئمة النص والحفاظ ، ثم أوصاه ان يعهد بعهده إلى الحسين ( ع ) كما وقد ذكر عن الإمام الرضا : ان الإمامة هي منزلة الأنبياء وارث الأوصياء ، ان الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين . وذكر المسعودي في المروج 2 ص 291 : ان طائفة من الناس قد ذكرت ان عليا أوصى إلى ابنيه الحسن والحسين لأنهما شريكاه في آية التطهير ، وجاء في اثبات الوصية للمسعودي أيضا ص 129 قول الإمام أمير المؤمنين ( ع ) وقد جمع أهل بيته وقوم من شيعته وهو في اخر نفساته الكريمة : اني أوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا أمرهما . ونقل ثقة الاسلام الكليني في الكافي 1 ص 279 - 300 وصية الامام لابنه الحسن والنص عليه بعدة طرق واشهد على وصيته الحسين ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ومنها قوله : أنت ولي الأمر وولي الدم . يا بني امرني رسول الله ( ص ) ان أوصي إليك وان ادفع إليك كتبي وسلاحي .