نام کتاب : نصيحة أهل الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 16
والحديث ، فكان يشبه بالدارقطني حتى قيل : " ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب " ، حيث كان آية في معرفة وحفظ وإتقان وضبط حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والتفنن في علله وأسانيده ، والعلم بصحيحه وغريبه و فرده ومنكره ومطروحه ، ومصنفاته تشهد له بذلك حتى قيل : " كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه " . ولتعرف أيها القارئ الكريم قدر الخطيب ، ومكانته التي تبوأها بين اقرانه ومعاصريه ، إليك طرفا من ثناء أهل العلم عليه . قال الذهبي : " كتب الكثير . وتقدم في هذا الشأن ، وبز الأقران ، وجمع وصنف وصحح ، و علل وجرح ، وعدل و أرخ و أوضح ، وصار احفظ أهل عصره على الإطلاق " . وقال ابن ماكولا : " لا يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثل الخطيب " . وقال مؤتمن الساجي : " ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب " . وقال أبو علي البرداني : " لعل الخطيب لم ير مثل نفسه " . وقال ابن الجوزي : " انتهى إليه علم الحديث " . وقال أيضا : " فهذا الذي ظهر لنا من مصنفاته ، ومن نظر فيها عرف قدر الرجل ، و ما هيىء له مما لم يتهيأ لمن كان أحفظ منه كالدارقطني وغيرها " . أما عن مصنفاته فحدث ولا حرج ، فما وجد منها فضلا عما فقد ، يدل على ما وصف به ، ولحسنها فقد تغنى بها الشعراء ، فقال السلفي : تصانيف ابن ثابت الخطيب * ألذ من الصبي الغض الرطيب يراها إذ رواها من حواها * رياضا للفتى اليقظ البيب ويأخذ حسن ما قد ضاع منها * بقلب الحافظ الفطن الأريب فأية راحة ونعيم عيش * توازي كتبها بل أي طيب ومنها على سبيل التمثيل لا الحصر والإستقصاء :
نام کتاب : نصيحة أهل الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 16