بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم إن أحسن كلام وأبلغه بعد كتاب اللَّه تعالى وكلام رسوله هو كلام سيدنا أمير المؤمنين علي صلوات اللَّه عليه ، لان فيه بيان كل ما يحتاج إليه الخلق في دنياهم وعقباهم ومعاشهم ومعادهم ، فان علمه عليه السلام من خير منشأ نشأ وأشرف منبع نبع وأعلا منبط نبط ، لان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أعطاه علومه حين ارتحاله عن هذه الدنيا الدنية وأودعه عنده ، وعلمه ألف باب من العلوم ينفتح من كل باب ألف باب ، وهو باب مدينة علم الرسول « ص » وكل من يأتي البيت فليأت من الباب ، ومن في الباب يعلم ما دخل وخرج .
وغير ذلك من الأدلة الدالة أن علوم النبي صلى اللَّه عليه وآله كلها عنده ، وأنه جامع علوم الأنبياء والمرسلين ، وأنه عليه السلام في محل رفيع من العلوم لا يرقى إليه طائر ولا يصل إليه سائر .
ومن ثم اهتم العلماء والأدباء على جمع خطبه عليه السلام وذكر كلماته