نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 132
ما سألت ثم أطرق هشام طويلا ثم قال هيه قال ما هيه والله لكأنك آليت لا تقضي لي حاجة في موقفي هذا أما والله إن الامر لواحد ولكن الله آثرك بمجلسك هذا فإن تعط فحقا أديت وإن تمنع فإني أسأل الذي بيده ما حويت إن الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة والله لان أحبك أحب إلي من أن أبغضك قال وألف دينار لماذا قال أقضي بها دينا قد أحم قضاؤه وقد فدحني حمله وأضر بي أهله قال هشام فلا بأس تنفس كربة مع أداء أمانة وألف دينار لماذا قال أزوج بها من بلغ من ولدي قال نعم المسلك سلكت أغضضت بصرا وأعففت فرجا ورجوت نسلا وألف دينار لماذا قال أشتري بها أرضا يعيش فيها ولدي وتكون أصلا لمن بعدي قال فإنا قد أمرنا لك بما سألت قال فالمحمود على ذلك الله قال ثم أدبر فأتبعه هشام بصره قال إذا كان القرشي فليكن مثل هذا ما رأيت رجلا أبلغ وأوجم في مقاله ولا أبلغ في ثناء منه أما والله إنا لنعرف الحق إذا نزل ونكره الاسراف والبخل فما نعطي تبذرا ولا نمنع تقترا وما نحن إلا خزان الله في بلاده وأمناؤه على عباده فإذا شاء أعطينا وإذا منع أبينا ولو أن كل قائل يصدق وكل سائل يستحق ما جبهنا قائلا ولا رددنا سائلا فسلوا الذي بيده ما استحفظنا أن نجريه لكم على أيدينا فإنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بعباده خبير بصير قالوا والله يا أمير المؤمنين لقد أبلغت وما بلغ في قدر عجبك به ما كان منك في الرد عليه وذكر نعمة الله عليه قال إنه المبتدي وليس المبتدي كالمقتدي ( 436 ) أخبرني أبو زيد النميري حدثني عمر بن محمد بن أقيصر السلمي حدثني يحيى بن عروة بن أذينة قال اتى أبي وجماعة من الشعراء هشام بن عبد الملك فأنشدوه فنسبهم فلما عرف أبي قال ألست القائل لقد علمت وما الاشراف في طمعي أن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعى له فيعنيني تطلبه ولو قعدت أتاني لا يعنيني فهلا جلست حتى يأتيك فلما خرجوا من عنده جلس أبي على راحلته حتى أتى المدينة وتنبه هشام عليهم فأمر بجوائزهم ففقد أبي فسأل عنه فأخبر بانصرافه
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 132